2007-08-08 • فتوى رقم 19426
باسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبي الرحمة
السلام عليكم ورحمة الله
شيخنا الجليل عندي سؤال محير وحيرني وهو:
أبي شخص شديد الانفعال ينفعل لأتفه الأسباب، شديد الغضب لدرجة أنه أصبح معروفا عند الناس بشدة غضبه، هوشخص حساس يمكن أن تجرح مشاعره بكلمة بسيطة عن غير قصد أو حركة غير مقصودة، كما أنه شخص خائف في أعماقه فتجده يضخم الأمور و يتوقع الشر. الشيء المحزن في كل هذا هو أنه نحن أبنائه نحمل نفس الطباع كلنا.
وأتكلم عن نفسي فأنا أعمل تاجرا و يحدث أحيانا أن أسمع من زبون ما كلمة غير طيبة أو إستفزاز فيكون رد فعلي عنيف و يسبب لي إضطراب في كامل اليوم بدون إرادتي. إن هذه الطباع جلبت لي ذنوبا و سببت لي مشاكل رغم أنني لا أتمنى الشر للناس و تجدني أسعى لفعل الخير.
أنا أعرف بأني سأتلقى منكم نصائح و لكن كيف يتم تطبيقها خاصة و نفسي جلبت على هذه الطباع، خاصة شدة الإنفعال. لقد كان جدي رحمه الله معروفا بشدة غضبه و هيبته و كان الكل يخشاه أي أنه حتى هو كان يعاني من نفس المشكل. عندما أقارن نفسي بأقصدقائي لم أعثر إلى حد الآن على من تنطبق صفاته مع صفاتنا.
رجاءا أريد نصيحة جذرية ذلك أن هذه الصفات أفسدتني مع ربي و جلبت لي مشاكل و ذنوب أنا في غنى عنها. لقد عجزت عن التحكم في نفسي. هل هذه الصفات الوراثية اللاإرادية أنا مسؤول عنها ؟
سؤال أخير: شخص تربى في أسرة مضطربة بسبب صراع مرير بين الأب و الأم عندما كبر هذا الشخص وجد نفسه يحمل شخصية غير سوية و يتمثل ذلك في بعض الصفات كشدة القلق و الغضب و الإنفعال و الخوف فهو بطبيعة الحال سيكون عرضة لإرتكاب ذنوب أكثر من غيره فهل سيعاقبه الله رغم أنه تلقى تربية سيئة هو غير مسؤول عنها ؟
و خير الختام سلام
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالتربية منهج يجب اتباعه من الأبوين قبل البلوغ, ويسألان أمام الله على التقصير به, أما الشاب بعد بلوغه فلا يتبع إلا ما يفرضه عليه عقله, وتملي به قناعاته, وقد تكون التربية عاملاً مساعداً ولكن ليس حاكماً على سوك الإنسان, والله عندما كلفنا اناط ذلك بالبلوغ والإدراك وهما مناطا المسؤلية, فبذلك لا عذر لك أن تفعل ثم تلقي الأمر على غيرك .
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.