2007-08-08 • فتوى رقم 19468
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي باختصار:
أنا والحمد لله أدعو الله كثيراً وأطيل في الدعاء، ادعو لغيري، أحس أن الدعاء يجاب لأنه يحصل ما أطلب منه عز وجل، وما أطلب لي لا يجاب (استغفر الله)، أصابني شيء من اليأس، ولهذا فقد قطعت أخففت فترة لا بأس بها من الدعاء، والحمد لله عدت وندمت على ذلك، ولجأت إلى البارئ عز وجل مرة أخرى، ولكن ليس قبل أن أترك الدعاء، ولكن بنفس المستوى تقريباً.
ولكنني لم يحدث شيء مما أدعو، مع أنني أحس إحساساً كبيراً أن الله يستجيب لي ويسممعني.
أرجوكم: هل الله عز وجل يستجيب لدعائي، وسيجيبني مع أنني والله في أمس الحاجة لما ادعو وأطلب، وكله خير، وأتمناه من كل قلبي؟
وجزاكم الله ألف خير.
بالله عليكم: ادع لي بالزواج والوظيفة الحلال.
وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك عند الدعاء تيقن الاستجابة في الدنيا أو الآخرة، فقد أخرج الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه).
ثم إن العبد المؤمن إذا دعا الله تعالى إما أن يستجيب له في الدنيا، أو يؤخر الاستجابة للآخرة فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(يدعو الله بالمؤمن يوم القيامة حتى يوقفه بين يديه فيقول: عبدي إني أمرتك أن تدعوني و وعدتك أن استجبت لك فهل كنت تدعوني ؟ فيقول : نعم يا رب فيقول أما أنك لم تدعني بدعوة إلا استجيب لك فهل ليس دعوتني يوم كذا و كذا لغم نزل بك أن أفرج عنك ففرجت عنك فيقول : نعم يا رب فيقول : فإني عجلتها لك في الدنيا و دعوتني يوم كذا و كذا لغم نزل بك أن أفرج عنك فلم تر فرجا قال : نعم يا رب فيقول : إني ادخرت لك بها في الجنة كذا و كذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : فلا يدع الله دعوة دعا بها عبده المؤمن إلا بين له إما أن يكون عجل له في الدنيا و إما أن يكون ادخر له في الآخرة قال : فيقول المؤمن في ذلك المقام: يا ليته لم يكن عجل له في شيء من دعائه). أخرجه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
فما عليك سوى الاستمرار في دعاء الله تعالى بقلب موقن بالإجابة، مع الإلحاح، خصوصاً في جوف الليل.
وأسأل الله تعالى أن يستجيب دعائك، ووأن يهيء لك الزوج الصالح، الذي تسعدين معه في الدنيا والآخرة.
وأن ينجب منك الذرية الطيبة الصالحة التي تعبده حق العبادة.
إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.