2007-08-09 • فتوى رقم 19547
يتحدث شيوخ الاسلام دائما عن الربا وعن تحريم الله للربا لما فيه من استغلال لطاقة الاخرين وحاجتهم الى المال، و لا أدعي انني اقبل ان استغل حاجة شخص اخر للمال لأجني من ورائه مكاسب مادية، ولكني سأتحدث عن الربا بشكل حسابي مبسط كما فهمت وكما حاولت ان اجد مبررا لفوائد البنوك التي يطلق عليها الشيوخ مسمى الربا
-فرضا اقترض أحمد من علي مبلغ 800 جنيه في شهر 8 عام 2000
و اقترض محمد من عمر جنيها من الذهب في شهر 8 عام 2000
و بافتراض ان الجنيه الذهب يساوي 800 جنيه لحظة الاقتراض، فإن كلا من أحمد محمد قد اقترضا نفس القيمة الشرائية
-بعدعام كامل ، وحينما حان موعد السداد في شهر 8 عام 2001
رد أحمد الى علي مبلغ 800 جنيه
و رد محمد الى علي جنيها من الذهب
و لكن في خلال مدة الاقتراض تغيرت قيمة الجنيه الذهب الى 900 جنيه بسبب التغيرات الدائمة التي تحدث لأسعار السلع
معنى هذا ان أحمد و محمد اقترضا نفس القيمة الشرائية في حين رد أحمد قيمة شرائية اقل من محمد
و بالتالي :اما ان علي الذي اقرض احمد تم ظلمه
واما ان محمد الذي اقترض من عمر تم ظلمه
مبادئ الاقتصاد تقول ان المظلوم بحق هو علي:
فمحمد اقترض قيمة شرائية محددة تساوي جنيها من الذهب استفاد بها لحظة الاقتراض و رد في النهاية نفس القيمة الشرائية و هي الجنيه الذهب
اما احمد فقد اقترض ما قيمته جنيها ذهبيا و استفاد به لحظة الاقتراض على هذه القيمة و رد في النهاية قيمة شرائية اقل لا تسمح بشراء الجنيه الذهب لحظة سداد القرض
المظلوم هنا هو عليّ الذي طبق كلام شيوخ المسلمين:الربا حرام،و البنوك حرام
اذا هل يتناسب تحريم الربا و فوائد البنوك مع جديد الاقتصاد اليوم؟
الحل الذي يحقق العدل -في رأيي- لكل من مطبقي الشريعة و معارضيها ان يتم اسناد مبلغ الاقتراض الى قيمته الشرائية لحظة الاقتراض ثم يتم رد المبلغ على اساس القيمة الشرائية لحظة السداد و ليس القيمة الاسمية للمبلغ
المقترض
اليس هذا ما تقوم به البنوك ؟بفارق بسيط انها دائما تعطي نسبة ثابتة للفوائد غالبا تتناسب مع النمو الاقتصادي لكل دولة و نسبة التضخم،بحيث تعطيها للمودعين بعد اخذها من المقترضين-بكسر الراء
ببساطة انا لو امتلكت مليون جنيه منذ 10 اعوام لتمكنت يومها من شراء 10 شقق حديثة فخمة
و لكني-فرضا-رفضت وضعها في البنك لأن الفوائد حرام
بعد 10 اعوام و اليوم اذااردت اناشتري شقة حديثة فربما اضطررت الى اضافة مبالغ اخرى الى المبلغ الاصلي
هذا ما يسمى بتغير القيمة الشرائية
و هذا ما يعرف بالتضخم
هل تتناسق الشريعة الاسلامية مع المفاهيم الحديثة في الاقتصاد؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذا الموقع مخصص للفتاوى فقط، ولا يتسع للبحث والمناقشة فنعتذر لك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.