2007-08-11 • فتوى رقم 19664
حدثت مشاكل بين زوجي(العاقد) ووالدي قبل البناء، فبعد أن وافق والدي عليه في البداية، حدث تعثر مادي لزوجي مما ضاق منه والدي، ولم أوافق علي الفسخ؛ لأني خفت من عقاب الله أن أرفض إنساناً فقيراً، فضايقة والدي كثيراً وأهانه، ولكنه تحمل الكثير من أجلي، ثم تنازل زوجي عن جهاز والدي لي؛ لأنه كان مسافراً، وبعد عودته ولم يُوفق بسفره أراد الجهاز لتغير ظروفة، ولكنه لم يطالب به، وطالبت والدي به على أساس أنه حقي عليه لأني لم أرد مشاكل بينهم، في البداية رفض والدي وبعد مشاكل كثيرة وافق وأحضر أشياءً لا يجهز بها الفقير ابنته في المستوى والكم، بدعوى أنه لا يستطيع إجبار نفسه على تزويجي، وأخي الأصغر مني في نفس الوقت وبعد شهرين من زواجي بدأ بتجهيزه بما يفوق مستواهم المادي؛ بسبب تحسن العلاقات بينهم وبين أصهار أخي، وأم زوجي الآن تعيِّرني بأنهم لم يجهزوني بجهاز مثل أي أهل، وزوجي يأخذ منهم موقف بسبب الجهاز وبسبب مشاكل ما قبل البناء، وخاصة أنهم ظلموه وأهانوه ويعاملني بما يرضي الله في كل الأمور، ولكن نتشاجر إن شعر أني تناسيت ما كان منهم من تقصير في حقي وحقه؛ لأنه يعاني الآن من الديون التي أكمل بها الجهاز، واضطرُ للعمل حتى أسدد معه الديون رغم تعبي بالحمل، وهو لا يريدني أن أذهب لفرح أخي بعد أسبوعين لشعوره أنه السبب غير المباشر لرفض والدي بأن يجهزني جهازاً مناسباً، وليشعر أهلي بما فعلوه معي، وأن الأمر ليس باليسير الذي سيذهب أدراج الرياح مع الأيام، وخاصة أنهم تناسوا كل شيء بعد الزواج، وكأن شيئاً لم يكن من إهانتهم لزوجي، ومن تقليلهم لي أمام أصهاري، وأعلم أن أهلي سيتضايقون من عدم ذهابي وسيأخذون منه موقفاً؛ لأنني أقف أنا لمواجهتهم بأي شيء يريده هو، ولا أجعله يواجههم حتى لا تزيد المشاكل، وهم لا يعلمون أي شيء من هذه المشاكل، وكانوا يظنون أنني من أطلب لا زوجي ويظنون أننا نسينا ما حدث، وهو يستقبلهم عندما يزوروننا، ولكنه يريدني أن آخذ موقف مما فعلوه حتى يشعروا بظلمهم لي، أنا محتارة جداً بينهم، ولا أعرف ماذا أفعل، لا أريد أن أغضب زوجي، وكذلك والداي، ولكنهم هم من بدؤوا بالشقاق والإهانة والظلم لزوجي، هو لا يمنعني منهم، ولكنه يشترط علي عدم الذهاب للفرح، فماذا أفعل لأرضي زوجي (بالذهاب لفرح أخي وأعطي موقف ورد فعل مناسب لما فعلوه) وأرضي أهلي(لأني إذا فتحت هذا الموضوع من أي جانب سيتضايقون، ويثورون ويغضبون؛ لأن حجتهم أنه هو من تنازل عن الجهاز رغم أن والدي رجع في كلامه واتفاقاته معه أكثر من مرة في بداية الخطبة ولا أريد أن أخسرهم من أجل حطام دنيا زائل، ولكن زوجي يرى أنهم ظلموني، وأني إذا سكت عن ظلمهم، فاني آثم؛ لأنهم عقوني وفرقوا بيني وبين أخي، وكذلك لم يحاولوا أن يرفعوا شأني أمام أصهاري؛ مما عرضني لذل ومهانة من الصغير قبل الكبير؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تقنعي زوجك بحضور حفل أخيك بالحكمة واللطف، وتحاولي معه نسيان ما قد فعله أهلك معكما، فإن كانوا قد قصروا في أشياء، فقد سبق لهما الفضل عليك في أشياء أكثر لا تعد ولا تحصى، وخير الناس من يدفع السيئة بالحسنة قال تعالى: ((وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيم))[فصلت:35]، على أن زوجك لو أصرَّ على عدم حضورك الحفل فليس لك أن تحضريه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.