2007-08-12 • فتوى رقم 19694
السلام عليكم شيخنا الفاضل الدكتور أحمد الكردي حفظه الله.
أود أن أشكركم على هذه الخدمة.
بدايةً: أنا شاب متغرب عن وطني الأصلي لظروف العمل، وأعمل في دولة عربية، ولكن لقوانين هذه الدولة لم أستطع أن أحضر عائلتي للإقامة معي (زوجتي وابني).
وعلمت بأن الإسلام قد حدد مدة لا تزيد عن عدة أشهر لفراق الزوج لزوجته، ولكن بالرغم من أنني لم أر زوجتي لأكثر من ستة أشهر، لكنها والحمد لله صابرة، ومقدرة لظروفنا، وعلمت أيضاً أنه من واجبي أن أخصص منزلاً مستقلاً لزوجتي، إذا لم يكن عندها مكان تقيم فيه، وأيضاً بسبب دخلي الشهري، وإمكانية شراء منزل في بلدي الأصلي حيث لم أتمكن من شراء بيت.
السؤال:
هل ارتكب ذنباً بفراقي لزوجتي أكثر من المدة المقررة شرعياً؟
وهل يجوز لي أن أقترض قرضاً من بنك ربوي لشراء بيت، وذلك قدر الحاجة فقط، علماً بأن شراء منزل في وطني لا يمكن إلا عن طريق (الكاش)، وأنا لا أستطيع أن أوفر مبلغاً؟
وجزاكم الله خيراً.
كما أرجو أثابكم الله أن يأتيني الرد على بريدي الإلكتروني
[email protected]
وآسف للاطالة وركاكة الأسلوب.
والسلام عليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز للزوج أن يتعمد هجران زوجته أبدا، قصرت المدة أو طالت، لأن ذلك نوع إيذاء لها، وهو حرام شرعا، وقد أمر الله تعالى الأزواج بالإحسان لزوجاتهم، ومنعهم من الإساءة إليهن، والهجران من أشد أنواع الإساءة.
لكن لو حدت بالزوج ظروف قاهره دعته إلى نوع من البعد عنها، كالسفر مثلا، فلا يلام في ذلك، وعلى الزوجة في هذه الحال أن تصبر وتحتسب، ولها أن تطلب الطلاق منه للغيبة إذا ضاق صدرها ونفد صبرها عند كثير من الفقهاء، ولك أن تتفق مع زوجتك وتسافر للعمل برضاها.
ولا يجوز لك أخذ القرض من البنك الربوي ما دام بفائدة، للنهي عن ذلك بقوله تعالى: (وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا)[البقرة: 275].
والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }[البقرة: 278]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، وليس تأمين مسكن مملوك من ذلك مع القدرة على الاستئجار، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.