2007-08-12 • فتوى رقم 19817
كانت لي صديقة حدثتها بشأن الزواج من أخ زوجي، وهو ابن عمي أيضاً، وأخبرتها عيوبه، ومزاياه التي أعرفها، وقلت لها إنه لا يصلي وأنه يشرب المنكر أحياناً، وأنه رغم هذا به بذرة خير، ففي رمضان أراه يصلي وينزوي بنفسه ويبكي أثناء صلاته، لكن بعد رمضان يعود لما كان عليه، وقلت لها: لك القرار وعليك بالاستخارة، فإذا وافقت جاء زوجي وأمه والعريس، وتقدموا لطلبك فوافقت، وتمت الخطبة، وتكفل زوجي بمساعدة أخيه مادياً حيث إن الأخ محام، لكن فقير، وهذا أيضاً ذكرته لصديقتي، وللعلم أني وعائلة زوجي نسكن مصر، أما صديقتي ففي ليبيا، وبعد فترة من الخطوبة سافر أخ زوجي لخطيبته، وأثناء سفره جاءنا رجل معه عقد إيجار شقة باسم أخ زوجي، وقال أيضاً أن أخ زوجي كانت معه امرأة تسكن معه أجنبية، وصدمنا جميعاً، ولا نعلم أهي زوجته أم غانية أم ماذا... ولكن أخ زوجي كان في ليبيا وحين عرف أن أمره قد فضح قرر الاستقرار في ليبيا، والعمل هناك ووجد له أبو صديقتي عمل معه، ولا أدري كيف برر لهم أخ زوجي سبب قراره المفاجئ، ولم أعرف حينها ماذا أفعل، هل أخبر صديقتي عما أعرفه، أم ربما كانت هذه إحدى نزواته وانتهت، وأنه تاب خاصة بعد قراره البقاء حيث خطيبته، والعمل مع والدها، وأحيطكم علماً أن زوجي كان غاضباً أشد الغضب من أخيه حيث أنه كان قد كذب عليه، وأخذ منه مالاً كثير باسم العمل للخطوبة في حين أنها صرفت على ما يغضب الله عز وجل، وكان يختلق لزوجي ما عرفنا بعد ذلك أنها كلها أكاذيب، المهم أني سكت عن إخبار صديقتي، وقلت أعطيه فرصة أخيرة، وما أن مر 5 أشهر حتى وصلني خبر أنه ترك خطيبته، وعاد إلى مصر، ومعه امرأة أجنبية، واتضحت الصورة بعدها حين جاء يستسمح زوجي وقص عليه أنه تعرف عليها هذه المرأة عبر النت، وهي أمريكية وجاءت مرة لرؤيته، واستأجر شقة عاشا فيها، ثم عادت لبلدها فسافر هو إلى ليبيا، واستمر يحدثها عبر النت، وأخيراً قررا الزواج فأنهى الأمر مع خطيبته التي هي هنا احتياطي كما يتضح من كلامه، وتزوج الأجنبية ليسافر معها إلى أمريكا ويبني نفسه، رفض زوجي وجوده بالمنزل عندنا، وشبه طرده بعد سماع قصته الآن، سؤالي: صديقتي قاطعتني، ودعت علي، وأنا رويت لكم بكل صدق ما حدث، فهل أنا مذنبة بحقها؟ هل كان يجب أن أخبرها ما أعرفه، وأفسد الأمر بينهما، أنا نيتي كانت خير، والله يشهد، لكن إن كنت مذنبة، فماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلقد أخطأتما كلاكما باختيار من ليس على الدين والخلق كما ينبغي، فلقد ذكرت أنه لا يصلي ويشرب المنكر، وكان عليك أن تخبري صديقتك بما كان من علاقته بتلك المرأة حتى تقرر موقفها قبل الزواج منه؛ وذلك لضرورة التبين قبل الزواج، وعليك الآن أن تعتذري لصديقتك، وتظهري لها طيب قصدك، وحسن نيتك، أسأل الله تعالى أن يعفو عنك، وأن يبدلها زوجاً خيراً منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.