2006-02-03 • فتوى رقم 1984
أنا فتاة عمري 24 سنة، ولقد ارتكبت معاصي كثيرة، ولكن الله تعالى من علي، وأريد التوبة النصوح، لقد غيرت أموراً كثيرة في حياتي، ولكن حتى تكتمل توبتي أريد لبس الخمار، وأهلي يرفضون وبشدة، هم لا يعرفون مأساتي في المعاصي، ولا يعرفون مدى رغبتي في العودة إلى الله، ويقولون لي اكتفي بالجلباب، والسبب الآخر أني أدرس وأصرف على نفسي من راتبي، وإذا لبست الخمار هذا لا ينطبق مع عملي وسوف يطردونني، فماذا أفعل؟
لقد بدأت أقصر في عملي متعمدة حتى يطردوني، وتكون لي حجة في لبس الخمار، وعندها سوف أبحث عن عمل في مدرسة، وليس في مجال الشركات (أي بين البنات)، هؤلاء لا حاجة لهم في تغيير لبسي ولا حتى أهلي.
دلوني وفقكم الله، هل أترك عملي فعلاً وأبحث عن غيره، حتى أجد عذراً لأهلي في لبسي؟
أنا خائفة أن أموت قبل أن أكمل توبتي في هذا الشيء؟ أنا حائرة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
النقاب للمرأة الشابة عند الخروج إلى الشارع وأمام الرجال الأجانب عنها واجب، ودليله عموم قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الأحزاب:59).
ولذلك عليك أن تحاولي في ذلك قدر الإمكان، ولو كان في ذلك تغيير لعملك، وعليك أن تحاولي إقناع أهلك بهذا الموضوع، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وأبارك لك توبتك، وأسال الله تعالى لك التثبيت، وأن يعينك على إقناع أهلك بالخمار لك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.