2007-08-15 • فتوى رقم 19932
أنا أعمل في بنك تابع للأنروا، ويتقاضى فوائد على القروض التي يقدمها، ولكن الأرباح التي يجنيها هي لأهداف إنسانية، كإقراض فقراء آخرين، حيث إن تخصّّص هذه البنوك الإقراض الصغير، وتسهم في محاربة الفقر، وليس هدفها إلا أن تأخذ هذه الأموال لمساعدة الفلسطينيين وغيرهم من الفقراء.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز التعامل بالربا مطلقاً، للنهي عنه بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275].
والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278].
فلا يحل لهذا البنك أن يتعامل بالربا، ثم ينفق الفوائد لمصلحة الفقراء، فالغاية لا تبرر الوسيلة، وقديما قال الشاعر:
كمطعمةالأيتام من كد فرجها # لك الويل لا تزني ولا تتصدقي
والعمل في المؤسسة الربوية:
إذا كان فيه تماس مع الربا مباشرة كالمحاسب والجابي والمدير العام و... فلا يجوز، لما فيه من المشاركة في العملية الربوية.
وإن كان لا علاقة له بالربا مباشرة، كالحارس والخادم فيكره ولا يحرم، والكراهة سببها تقديم العون والمشاركة والمعاونة للمرابين.
وعليه فأنصحك أن تبحث عن عمل آخر غير هذا العمل، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.