2007-08-15 • فتوى رقم 19943
بسم الله الرحمن الرحيم
أريد أن استفسر عن معنى قولكم "المال الحرام لا يتعدى الذمتين" أو "الحرام لا يتعلق بعين المال، وإنما بذمة الشخص"، وما حكم من ينتفع من مال والده المشبوه (خليط من حرام وحلال) أثناء فترة الدراسة, ثم بعد الانتهاء من الاختصاص أو أثناءه يستقل تدريجياً عن مساعدة والده بعمل حلال؟
أفيدونا جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالمقصود من ذلك أن الحرمة في المال الحرام تتعلق بالذمة لا بعين المال، أي تتعلق بذمة المتعامل بالحرام لا بذات المال.
ولو احتاج الإنسان إلى مخالطة من ماله حرام أو فيه شبهة الحرام والأكل من ماله، لقرابة أو جوار أو غير ذلك، فلا مانع من ذلك؛ لأن الحرمة تتعلق بذمته وليس بعين ماله، والتنزه عن مخالطته أولى تنزها، وكذلك الأكل من ماله، وعليه فلك أن تأخذ من مال والدك المشبوه كما ذكر، لأن الحرمة تتعلق بأبيك (لاكتسابه من طريق محرم) لا بما في يده من المال، وحاول أن تنصح والدك بالكلمة الطيبة، لكي يبتعد عن المال المحرم، فمن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه, وأرجو أن توفق في ذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.