2007-08-15 • فتوى رقم 19988
أنا أم لولد عمره عامين، وبنت عمرها أربعة أشهر، وأعمل، وعملي يبعد ساعتين عن المنزل، وكل يوم يزيد تعبي عن اليوم الذي سبقه من تأنيب الضّمير؛ لأني أريد أن أكون بجانب أبنائي، ولأني لا أستطيع أن أرتدي اللباس الشرعي للمرأة في العمل.
علما وأنا في حاجة للنقود؛ لأن زوجي لديه قروض يقوم بتسديدها، وبالتالي لا يستطيع أن يوفر إلا الضروري فالضروري، ومتطلبات الحياة كثيرة، كما في حاجة للنقود؛ لأني أعطي لوالدتي البعض منها؛ لأن والدي لا يعطيها، وحتى إن أعطاها مالاً أقل بكثير مما في حاجة إليه، رغم أنه قادر، لأنه أستاذ رياضيات.
وأنا الآن محتارة جدا؛ هل أبقى في العمل وأضيع أبنائي، وبذلك أرضي عائلتي، أو أنقطع عن العمل حتى أكون بجانب أبنائي وأرعاهم وأغرس فيهم ما يأمر به الله وما ينهى عنه، وبالتالي لا أستطيع أن أساعد أمي ماليا، ويغضبون إخوتي علي، خاصة أختي الكبرى، وهي تنظر للمرأة التي لا تعمل كمرأة متخلفة، ويمكن أن يستغني عنها زوجها، وعندها تشعر بالندم لأنها يصعب عليها أن تتحصل على عمل آخر، فما هو الحل لمشكلتي هذه، أقصد الحل الشرعي، وأنتم أدرى بهذا؟
أرجو منكم المساعدة في أقرب وقت، وجازاكم الله خيراً عن الجهودات التي تبذلونها.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالأصل هو بقاء المرأة في بيتها تربي أبناءها وترعى شؤن بيتها بنفسها, وفي ذلك من المصالح ما لا يتحقق بدونه ويترتب على تركه من المفاسد ما الله به عليم.
ولا ينبغي للمرأة أن تخالف ذلك الأصل فتخرج من بيتها وتترك تربية أبنائها للخادمة أو غيرها إلا لضرورة, فإن وجدت ضرورة إلى عملها فلها ذلك، مع التزامها بحجابها الشرعي الكامل، ودون الاختلاط بالرجال أو الخلوة بهم، أو السفر فوق 85 كم دون زوج أو محرم، وموافقة الزوج للمتزوجة.
وخير من يقدر وضعك هو أنت، حيث لا يمكن الإشارة في هذا الموضوع من بعيد.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.