2007-08-18 • فتوى رقم 20084
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيراً، وبارك الله فيكم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن أسأل فضيلتكم عن زكاة المال.
لقد عملت بإحدى الدول العربية لفترة ست سنوات، ولم أعلم ما قد جمعته في كل سنة، ولكن مجموع الست سنوات كان تقريباً مئتين وستون ألف جنيهاً.
وعند عودتي واستقراري في بلدي عقدتُ النية علي أن أُخرج زكاة مالي من هذا المبلغ، ولم أقم بذلك، ولكني صرفتُ المال بشراء محل تجاري لأعمل به أو أقوم بتأجيره بعدما أنهيت عملي بالخارج، وأيضاً قمت بشراء شقة للزواج وتكاليف الزواج، وقمت بإعطاء أحد أصدقائي ثمانية وعشرون ألف جنيهاً علي سبيل الدين، ولم يقم بتسديده حتى الآن، وأيضا ًقمت بإخراج جزء من المبلغ لعمرة الولدين، ولم يتبق معي الآن سوى عشرة آلاف جنيه.
والآن: أرجو من فضيلتكم بيان حكم الدين في إخراج الزكاة على هذه المسألة.
أرجو الإفادة والتوضيح، علماً بأنني قد سألت كثيرا في هذا الموضوع، ولم أستدل.
وجزاكم الله خيراً.
ولا تنسونا من دعائكم الصالح.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالزكاة تجب حين حولان الحول القمري على المال بعد بلوغه النصاب، وتخرج الزكاة بحسب مبلغه في نهاية الحول، وما ينفق منه أثناء العام، وقبل نهاية الحول لا زكاة فيه.
فعليك من حين حولان الحول على المال الذي معك البالغ للنصاب أن تخرج عنه لزكاة بنسبة 2.5%، وذلك في كل حول.
والنصاب: هو/85/ غراماً من الذهب الخالص (عيار:24)، أو ما يعادل قيمتها.
والزكاة حق للفقراء، فإذا وجبت فإنها تبقى في الذمة إلى حين إخراجها، ولا تبرأ الذمة إلا بذلك ولو بعد سنين.
ثم إن المنزل وكذلك المحل التجاري لا زكاة فيه، وإنما الزكاة على غلته، فتضاف إلى ما معك من مال، وتخرج عنها الزكاة في نهاية الحول.
ثم إن من أقرض ماله أو جزءاً منه لآخر، وكان المقرض مالكا لنصاب الزكاة بما فيه قيمة القرض، فيجب على الدائن زكاة ماله بنسبة 2.5% بما في ذلك الدين نهاية كل حول، مهما طالت مدة سداد الدين، عند عامة الفقهاء.
ويجوز له عند بعض الفقهاء أن يؤخر دفع الزكاة عن دينه الذي أقرضه لغيره إلى حين استيفائه منه، فإذا استوفاه أخرج الزكاة عنه عن السنوات السابقة كلها، وإذا استوفى جزءا منه دفع الزكاة عن هذا الجزء عن السنوات الماضية، وهكذا.
وأسأل الله تعالى أن يبارك لك في مالك، ويوفقك لكل خير.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.