2007-08-18 • فتوى رقم 20122
اضطررت إلي قطع صلتي بإخواتي البنات؛ لأن صلتي بهن تؤذيني وتؤذي سمعتي، وعلاقتي بزوجي، ولأن إحدى الأختين تحرضني على الخروج والسهر ليلاً في الملاهي الليلية، والأخرى تتهمني بأشياء تسيء للسمعة، والأفضل لي البعد عنهم حتى أبعد عن أذاهم، ما حكم الشرع في ذلك، مع أن ذلك يغضب أمي لأنها يضغطون عليها كي تصلح بيننا، وهم يعاملون والدتي بأسوأ معاملة، ودائماً تشتعل المشاكل في أي لقاء بهم؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا خلاف في أنّ صلة الرّحم واجبة، وقطعيّتها معصية، لقوله تعالى :(وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ)(النساء: من الآية1) وقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليصل رحمه» رواه البخاري.
فعليك أن تصلي أرحامك ولو كان سبب القطيعة منهم، وعليك أن تحسني إليهم كلما التقيتم بهم ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، ولو بالسلام عليهم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها) رواه البخاري.
ولكن اجعلي صلتك بهم قليلة، في حدودها الدنيا، وعلاقتك بهم رسمية نوعاً ما، توقيا لأذاهم، ووعليك نصحهم بالحسنى، والدعاء لهم بالهداية، أسأل الله تعالى أن يردهم إلى دينه رداً جميلاً.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.