2007-08-20 • فتوى رقم 20160
السلام عليكم
أنا شاب عمري19 سنة، ولدي أب لا يعاملني كأب، وهو لا يعمل، أمي هي التي تعمل، وهي التي تنفق علي وعلى إخوتي، وأنا الأكبر، أبي لا يصلي، ويشرب الخمر، ولا يحبني، وفي بعض الأحيان يشتمني أنا وأمي، وأنا أكرهه، يا رب سامحني، فبماذا تنصحونني جازاكم الله خيراً؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليكم بالإحسان لوالدكم وبره فيما يأمركم به في غير معصية، مع ما ذكرتم من سوء أخلاقه، مع تنبيهه بلطف وحكمة وأدب لما هو فيه من سلوك عله ينتبه لذلك فيتحسن حاله، وذكروه بحرمة الخمر وإثم شاربها في أوقات الراحة بالحكمة والموعظة الحسنة، وادعو له بالهداية، ولا يحل لكم أبداً هجره أو عدم الإحسان إليه، بل أمر الله تعالى الإحسان إلى الأبوين غير المسلمين فيما لا معصية فيه فقال: ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [لقمان:14-15].
أسأل الله تعالى أن يهدي الأب ويحسن أخلاقه، ويوفق أولاده لبره والإحسان إليه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.