2007-08-25 • فتوى رقم 20642
قال الله تعالى: ((إنما يخشى الله من عباده العلماء)) فمن هم هؤلاء العلماء، وكيف يمكننا أن نكون مثلهم؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فكل من علم علماً من العلوم ينبغي أن يخشى الله تعالى الذي أبدع العلوم كلها وأحكم قوانينها، فمن تأمل هذه السماوات في ارتفاعها واتساعها، وما فيها من الكواكب الكبار والصغار المنيرة من السيارة ومن الثوابت، وشاهدها كيف تدور مع الفلك العظيم في كل يوم وليلة دويرة، ولها في أنفسها سير يخصها، ونظر إلى البحار الملتفة للأرض من كل جانب، والجبال الموضوعة في الأرض لتقر ويسكن ساكنوها مع اختلاف أشكالها وألوانها كما قال: { وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } [فاطر: 27، 28] وكذلك هذه الأنهار السارحة من قطر إلى قطر لمنافع العباد وما زرأ في الأرض من الحيوانات المتنوعة، والنبات المختلف الطعوم والأراييح والأشكال والألوان مع اتحاد طبيعة التربة والماء، علم وجود الصانع وقدرته العظيمة، وحكمته، ورحمته بخلقه، ولطفه بهم وإحسانه إليهم، وبره بهم، لا إله غيره، ولا رب سواه، عليه توكلت، وإليه أنيب، والآيات في القرآن الدالة على هذا المقام كثيرة جدًا.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.