2007-08-26 • فتوى رقم 20648
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبي متوفي منذ 27 عام، وأمي هي التي تصرف علينا، ونحن ثلاثة أشقاء بنتان وولد، وأنا الأخت الكبيرة (آنسة) والحمد الله، أمي ربتنا وعلمتنا وتخرجنا، وربنا وفقني في عمل جيد جداً، وأخر كل شهر أعطي المرتب كله لوالدتي، وآخذ مصروفي، وتم تجهيز أختي الوسطى وزواجها، وكنت فرحة بأني شاركت في جهازها، والآن جاء الدور على أخي، فلم تتمكن أمي من شراء الشقة والعفش والمهر، وباقي المستلزمات، فسألت الأزهر الشريف: هل يمكن أن آخذ قرض من بنك ربوي على الذي لدى أمي بالبنك، فكان الجواب "نعم والضرورات تبيح المحظورات" وقدمت طلب للبنك، ولكن من فترة تقدمي للطلب إلى أن أخذت المبلغ، وأنا في بكاء شديد جداً كل يوم من عمل هذا؛ لأني لست مقتنعة أنه حلال، ولكني مضطرة إلى عمله، فأنا يا سيدي عندي شعور بالخوف الشديد من الله، وعدم استجابه دعوتي، والندم والحسرة والشعور بأني عملت عملاً يغطب الله غضباً شديداً، وأن الله لا يغفر لي؛ لأني كان عندي شعور بأنه خطأ، ولكني عملته، وأنا الآن أستغفر الله كل يوم حتى يغفر لي، ولكن أنا خجلانة من أن أدعوه بالزوج الصالح، والذرية الصالحة، كما كنت أدعوه من قبل في صلاتي، فكيف يستجيب الله لي، وهو غضبان علي؟
أرجوكم ماذا أعمل لكي ربي يرضى عني، وإننا على مشارف رمضان؟ انصحوني بالله عليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز أخذ قرض بفائدة للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك.
وعلى المتورط في ذلك أن يسارع إلى سداد القرض الربوي كله، ويبذل في ذلك كل وسعه، ولو ببيع شيء مما يملكه، مع التوبة النصوح والاستغفار، والعزم على عدم العود لذلك في المستقبل.
وعليك بعد ذلك أن تثقي بفضل الله ورحمته وقبوله التوبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والله تعالى يغفر الذنوب جميعاً فأكثري من الدعاء بما تحبين، أسأل الله أن يكرمك بالتوبة النصوح وأن يعفو عنك، وأن يكرمك بالزوج الصالح، والذية الطيبة إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.