2007-08-26 • فتوى رقم 20726
قامت زوجتي بزياره الى أهلنا في بلدنا الام حيث اننا نقيم في بريطانيا، ومن عادات الناس رجال ونساء محارم وغير محارم ان يأتوا للسلام وأعني هنا تحديدا المصافحه باليد، وعندما رفضت زوجتي مصافحت الرجال الاجانب تعرضت لأنتقادات شديده وزعل حتى من أقرب النساء لها كيف لا تصافح ازوجهن وقالوا لها من اين أتيتي بهذا الراي وكنت تصافحين فيما سبق.
والسؤال: أرجوا توضيح حرمة المصافحه بين الرجل والمرأة الأجنبيه (غير المحرم) بأدله شرعيه من الكتاب والسنه الشريفه بشئ من التفصيل لأقناع مثل هؤلاء ولهدايتهم الى جادة الصواب ان شاء الله تعالى.
وجزاكم الله خيرا
أخوكم/محمد مسعود-بريطانيا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فمصافحة الرجل للمرأة الأجنبية عنه ممنوعة شرعا إذا كانت شابة، أما العجوز فلا باس بمصافحتها عند كثير من الفقهاء.
ودليل التحريم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يصافح النساء، فعن أم المؤمنين عائشة رضي اللّه تعالى عنها قالت: (والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة وما بايعهن إلا بقوله) رواه البخاري، وفعله هذا ذات دلالة تشريعية لنا، قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ﴾ [الأحزاب:21].
ويدل على الحرمة أيضا ثبوت نهيه صلى الله عليه وسلم عن مس النساء الأجنبيات، فعن معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له) رواه الطبراني والبيهقي، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وقال المنذري: رجاله ثقات، ثم إن الله تعالى منع الرجال من النظر للنساء، والعكس أيضا، قال تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (النور:30) (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور:31) .
واللمس أشد من النظر فيكون محرما من باب أولى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.