2006-02-05 • فتوى رقم 2074
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
في يومٍ من الأيام كنت ذاهباً إلى مطعمٍ للفطور في ساعةٍ مبكرةٍ، وكان لا يوجد أحدٌ في الشارع، ورأيت بنتاً في السيارة التي بجانبي في الشارع، وكانت تنظر إلى، وكان صوت الأغاني عالياً جداً, ونظرنا إلى بعضٍ، ولحقت بها لكن لم أقصد إيذاءها، وتركت مسافةً بيني وبينها، لأنني شككت بأنها سكرانة، وفجأةً زادت بالسرعة واصطدمت بسيارةٍ أخرى، ونزلت لكي أساعدها وكانت سكرانةً جداً، ولم تقل لي شيئاً، وأبلغ صاحب السيارة الأخرى الشرطة، وحضروا ولم يسمحو لي ولأي أحدٍ بالوقوف, وأيضاً منذ سنواتٍ كنت أنظر إلى بنتين في سيارةٍ كانت بجانبي في الطريق، وألقيت بإشارةٍ للبنت التي من ناحيتي فضحكت، وقالت للتي كانت تقود السيارة، فالتفتت علي, ولكن السيارة التي أمامها ضغطت على الفرامل فجأة للوقوف فاصطدمت بها، فنزلت لكنهم لم يعرفوني، وكانت تبكي ولا تستطيع المشي لأن رجلها كانت تؤلمها, وفي مرةٍ كنت أمشي بالسيارة منذ سنواتٍ مع أصحابي، وكان رجلٌ يسير على قدميه في الشارع، فتعمدت أن آتي بجانبه في السيارة لكي أخوفه ويبعد عن الطريق، لكن السيارة ضربت يده عن غير قصدٍ، وأمسك يده لأنها تؤلمه، وضحكت أنا وأصحابي وذهبنا, وجميع الأشخاص في الحوادث الثلاثة لا أعرفهم, وأنا نادمٌ كثيراََ، وكلما تذكرت الحوادث الثلاث أحس بالندم، وأحس أني السبب في كل هذا، ولا أدري ماذا أفعل لكي يغفر لي الله, وسمعت بأن الله يغفر الذنوب جميعاً, إلا حقوق العباد على العباد، فيسألونه يوم القيامة. أرجو مساعدتي جزاك الله ألف خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فشروط التوبة النصوح أن تترك الخطأ وتتوقف عنه، وأن تندم على ما فعلت من الخطأ، وأن تعزم على عدم العود إليه، وإذا كان فيه حق آدمي أضعته فعليك أن ترده إليه إن أمكن ذلك، فإن لم يمكن كأن لا تجده أو لا تعرفه، فلا حرج عليك، وعليك في هذه الحال أن تخرج حقه للفقراء والمساكين، ثم عليك أن تكثر من الاستغفار والأعمال الصالحة من صلاة وصوم وصدقة وبر والدين و... وسوف يقبل الله تعالى توبتك إن شاء الله تعالى، ويعوض أصحاب الحقوق حقوقهم عنك بإذن الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.