2007-08-29 • فتوى رقم 20744
السلام عليكم ورحمة الله فضيلة الدكتور
كل عام وأنتم بخير بمناسبة شهرى شعبان ورمضان، أعاده الله علينا وعلى الأمة الأسلامية بالخير.
فإني أعلم أنه ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام حديث شريف "يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن" وإني دائم الخلاف مع أخي، وكل مرة أبدأ أنا بالصلح معه، لكن هذه المرة بدأ بضربي، وأنا أخوه الأصغر دون سبب مني أمام أبنائي الصغار وأبنائه لمجرد أني رددت له السب الذي سبه لي، وإني لا أقدر أن أصالحه، ولا أريد أن أصالحه، علماً أننا نسكن في عمارة واحدة، فهل علي إثم أو أدخل في الحديث الشريف، ولن يغفر الله لي في تلك الليلة التي يرفع فيها أعمال الحول كله؟ كذلك فإني في خلاف مع أبي زوجتي، لآنه دائم التدخل فى حياتنا بأسلوب غير حضاري، ولا أكلمه، فهل علي إثم وهل يعتبر رد السلام عليه، وعلى أخي ولو لمرة واحدة كافياً لعدم الوقوع في نص الحديث الشريف أعلاه؟
بارك الله لكم وشرح الله صدركم، آمين.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا خلاف في أنّ صلة الرّحم واجبة، وقطيعتها معصية كبيرة، لقوله تعالى :«وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ»
) النساء: من الآية1)
وقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليصل رحمه» رواه البخاري.
فعليك أن تصل رحمك ولو كان سبب القطيعة منهم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها) رواه البخاري.
وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: (لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك) رواه مسلم
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثِ ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)، أخرجه البخاري
وعليك أن تحسن إلى أخيك وعمك كلما التقيت بهم ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، ولو بالسلام عليهم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.