2007-08-31 • فتوى رقم 20756
السلام عليكم
أريد أن أستفيد من فتوى من شيوخنا الأفاضل.
القصة هي أن والدي طلق والدتي، وتزوج من امرأة أخرى، وهو مدين لزوج خالتي بمبلغ مالي كبير، وعندما خرج والدي من البيت ترك لنا البيت بكامله، وسكن فى بيت آخر، ولكن فوجئنا بأنه قام ببيع البيت بكامله، والذي نحن نسكن فيه (أنا وإخوتي ووالدتي)، قام ببيعه لرجل خالتي الذي يريد من والدي المال، وكتب له البيت، وعلاقتنا مع رجل خالتنا جيدة، ولم يقم بإخراجنا من البيت، وعرض علينا أن نقوم بأخذ قرض سكني وشراء المنزل منه، وللعلم أن القروض كلها لدينا في ليبيا ربوية، ولكن إن لم نأخذ القرض نخرج من البيت، وليس لدينا مأوى، فماذا نفعل؟
هل نأخذ القرض، بالرغم أنه ربا أو نخرج من البيت، وبالتأكيد مأونا الشارع؟
وبارك الله فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز لك أخذ القرض ما دام بفائدة، للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، وليس تأمين مسكن مملوك من ذلك مع القدرة على الاستئجار.
ولا تقنطوا من رحمة الله تعالى، فإنه غني وكريم، و ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.