2007-08-31 • فتوى رقم 20804
السلام عليكم ورحمة الله
قرأت لكم في فتوى سابقة أنه لا يجوز الجمع إلا في السفر, وهناك كثير من البلاد الغربية يسألون عن إمكانية الجمع بسبب عدم قدرتهم على الصلاة بسبب ضغط العمل، أو بسبب عدم السماح لهم بذلك من قبل المسؤول عن العمل، فكانت الفتوى منكم ومن علماء آخرين أنه لا يجوز الجمع، وليبحثوا عن عمل آخر يسمح لهم فيه بالصلاة.
ولكن هذا السؤال كثيراً ما يتكرر من مسلمي الغرب، فيبدوا أنه طابع العمل لديهم واحد، كما أنه من الصعوبة بمكان أن يجد الإنسان عملاً في بلاده، فكيف خارج بلده؟
أريد -أكرمكم الله- أن استفتيكم في رأي الإمام أحمد في جمع الصلاة، فمن أحد أسباب الجمع لديه:
العذر أو الشغل: يجوز لمن له شغل أو عذر يبيح ترك الجمعة والجماعة، كخوف على نفسه، أو حرمته، أو ماله، أو تضرر في معيشة يحتاجها بترك الجمع ونحوه, وهذا منفذ يلجأ إليه العمال وأصحاب المزارع.
انتهى كلام الإمام أحمد.
أليس هذا ينطبق على من كان لديه ضغط عمل في وقت معين، بحيث لا يُسمح له بالصلاة أن يجمع الصلاتين جمع تأخير؟
إن هذا الأمر حصل معي شخصياً؛ حيث تعرضت للتهديد بالطرد من العمل بسبب أنني أترك المراجعين من أجل صلاة المغرب.
وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز الجمع بين صلاتي الظهر والعصر، أو المغرب والعشاء إلا لعذر شرعي كالسفر والمطر، ولا يعتبر ما سوى ذلك من الأعذار التي ترخص في ذلك، بدليل أن المريض والمجاهد في الحرب لا تسقط عنهما الصلاة في وقتها، ولا يحل لهما الجمع في غير السفر والمطر.
فعليك قدر الإمكان أن تحاول البحث عن طريقة لتؤدي فيها صلاتك في وقتها، وإلا فالابتعاد واجب عن كل ما يحول بينك وبين أداء الصلاة المكتوبة في وقتها.
وما ذكرت هو في صلاة الجمعة، وليس في جمع الصلاة، إذ أن من شروط وجوب صلاة الجمعة السلامة، والمقصود بها سلامة المصلّي من العاهات المقعدة، أو المتعبة له في الخروج إلى صلاة الجمعة، كالشّيخوخة المقعدة، وفي حالة خوف من عدوّ أو سبع أو لصّ، أو سلطان، ولا في حالة مطر شديد، أو وحل، أو ثلج، يتعسّر معها الخروج إليها، إذ لا تعتبر السّلامة متوفّرةً في مثل هذه الحالات، فيرخص حينئذٍ تأدية صلاة الظهر بدلاً عنها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.