2007-09-01 • فتوى رقم 20934
السلام عليكم
أريد أن أعرف هل يكون علي إثم إذا قاطعت أخي بسبب الضرر الذي يلحقني منه، هو الآن معي بالمنزل، وأنا لا أريد حتى الكلام معه، وأنوي بالمستقبل أن أقاطعه تماماً إذا كان لي نصيب في الارتباط، وترك منزل العائلة، فهو يعامل جميع من في المنزل معاملة سيئة حتى أبي وأمي ناهيك عن السباب والشتائم المخزية والضرب، وأشياء من فظاعتها لا يمكن حتى أن أذكرها هذا كله من أخي، فهل آثم إن قاطعت مثل هذا الأخ الذي هو فقط أخ على الورق؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا خلاف في أنّ صلة الرّحم واجبة، وقطيعتها معصية كبيرة، لقوله تعالى :«وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ»
) النساء: من الآية1)
وقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم : «من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليصل رحمه» رواه البخاري.
فعليك أن تصلي أخيك ولو كان سبب القطيعة منه، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها) رواه البخاري.
وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: (لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك) رواه مسلم
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثِ ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)، أخرجه البخاري.
ولك أن تبتعدي في حديثك معه عن المواضيع المثيرة للجدل، ولك أن لا تكثري من هذا الاتصال أيضاً، تجنباً للمشاكل.
وأنصحك بكثرة الدعاء له بالهداية والصلاح، أسأل الله تعالى أن يهديه ويحسِّن أخلاقه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.