2007-09-04 • فتوى رقم 21143
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلةالشيخ
اعتادت والدتي على قيام الليل والحمد لله كل يوم، وهي تصلي(8 ) ركعات وتختم بالوتر، وكان من عادتها أن تقرأ في كامل الركعات حوالي جزء مما تحفظ من القرآن (أي صفحة ونصف في كل ركعة)، وقبل فترة سمعت بأن معنى القيام هو الإطالة في القيام أثناء القراءة، فشرعت تقرأ في كل ركعة ثلاث صفحات حتى يطول بها القيام في القراءة، وهي بذلك مستمرة في أداء 8 ركعات يومياً، لكنها أحياناً لا تتمكن من أداء الثمان ركعات بالضبط وبشكل يومي، وذلك بعد أن بدأت تطيل في القيام والقراءة، حيث إنها تتأخر في النهوض مثلاً، ويكون وقت صلاة الفجر قد اقترب كثيراً، فتجد نفسها مضطرة أحياناً لأداء ركعتين ( تطيل فيهما القراءة ) ثم توتر، وهي ترغب في معرفة ما إذا كان ليس عليها شيء فيما يحصل معها من عدم الالتزام (غير المقصود) في أداء (8) ركعات بشكل يومي، وتتساءل هل عليها مثلاً أن تحافظ على أداء ما اعتادت عليه دون إنقاص في عدد الركعات، حتى لو اقتضى بها الأمر مثلاً أن توقت المنبه حتى لا يفوتها وقت أداء الثمان ركعات على نحو كامل؟
وبارك الله فيك يا فضيلة الشيخ.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فذهب أكثر الفقهاء، إلى أنّ طول القيام مع كثرة القراءة أفضل من كثرة العدد، فمن صلى أربعاً مثلاً وطوَّل القيام أفضل ممن صلى ثمانياً ولم يطوّله، للمشقة الحاصلة بطول القيام، ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصلاة طول القنوت» (رواه مسلم) والقنوت: القيام.
وذهب بعض الفقهاء إلى أنّ الأفضل كثرة الرّكوع والسّجود، لقوله صلى الله عليه وسلم: «عليك بكثرة السّجود، فإنّك لا تسجد لله سجدةً إلا رفعك الله بها درجةً، وحط عنك بها خطيئة»(رواه مسلم).
والراجح عندي أن الأفضل ما كثر فيه الخشوع والإخلاص لله تعالى، ولا حرج عليها في الأخذ بأي من القولين، وأسأل الله تعالى أن يتقبل منها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.