2007-09-03 • فتوى رقم 21144
في سورة الكهف، في قصة سيدنا موسى مع العبد الصالح، عندما علمه تأويل ما لم يستطع عليه صبراً.
قال له في الأولى: فأردت أن أعيبها.
وفي الثانية: فأردنا أن يبدلهما.
وفي الثالثة: فأراد ربك.
لماذا، وما الحكمة، وما التفسير من ذلك (أردت- أردنا- أراد)؟
أفيدونا، جزاكم الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
ففي قصة الخضر مع نبي الله موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام في سورة الكهف جاء استعمال فعل ﴿أردت﴾ مع خرق السفينة؛ لأن الله تعالى لا ينسب العيب إلى نفسه، ونسب الخضر العيب إلى نفسه تأدباً مع الله تعالى كما فعل سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام في قوله تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ﴾ [الشعراء:78-81] لم يقل: أمرضني.
أما في حادثة الغلام ففيها جانب شر، وهو قتل نفس زكية بغير نفس، وجانب خير وهو الإبدال بخير منه، فأصبح فيها مشترك فجاء لفظ: ﴿أردنا﴾.
أما في قصة الجدار، فالأمر كله خير، فتحت الجدار كنز، وأبو الغلامين كان صالحاً، والأمر كله خير ليس فيه جانب سوء، فأسند الفعل إلى الله تعالى فقال: ﴿أراد ربك﴾.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.