2007-09-04 • فتوى رقم 21160
زوجتي أصابها برود، ولا تريد ممارسة الجنس، وتحاول إقناعي أنَّ جميع النساء في منتصف الأربعين يزهدن في الرجال، وأنا أعيش في بلد أجنبي لا يسمح بالزواج من زوجة أخرى، كما أني أحب زوجتي وأولادي منها، ولا أريد أن يكرهوني إن طلقتها وتزوجت من غيرها، كما حدث لغيري من الرجال في مدينتي حيث قاطعته كل العائلات، وعاش منبوذاً مع زوجته الجديدة، أنا الآن كلما طلبت زوجتي تحججت ويمر الأسبوع وأكثر ونحن في شجار، وأخاف الفتن المحيطة في البلد الغير مسلم، وما أسهل الحصول على النساء، هل يحل لي والحال هكذا أن أنظر إلى الصور الخليعة حتى أقذف، ولا أبقى متشوقاً للنساء طوال اليوم، حتى أستطيع ترك هذا البلد، والانتقال لبلد يسمح بالزواج من أخرى؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالنظر إلى الأفلام الجنسية والصور العارية والنظر إلى عورات الآخرين كله حرام شرعا، سواء مع الزوج أو بدونه، وكل ذلك من خوارم المروءة، ويخالف الأخلاق العالية الرفيعة التي أمر الإسلام بها وامتدح بها نبيه الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم بقوله سبحانه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم:4]، ولا يمكن إباحتها، ولو أبيحت له لأبيح صنعها وتصويرها، وهو أغرب الغريب!.
ومشاهدة الأفلام المتهتكة طريق الوصول إلى الفاحشة، ولذلك حرم لما سوف يؤدي إليه غالباً، والأضرار التي هي نتائج هذه المحرمات كثيرة ملموسة، وأغلبها خلقي ونفسي وتربوي واجتماعي؛ لأن الرجل الذي يرى هذه الصور والأفلام الإباحية قد لا تعجبه بعد ذلك زوجته فيكرهها وينبذها ويستغني عنها ويشعر باشمئزاز منها، وكذلك الحال في الزوجة إذا رأت هذه الصور العارية فإنه قد لا يعجبها زوجها بعد ذلك، فتكرهه وتقصر في حقه، فتتفكك الأسر بذلك، وتتخرب الأخلاق ويتفلت المجتمع، والمجتمعات الأجنبية أكبر شاهد على ذلك، وربما نتج عن ذلك أمراض واعتلالات صحية أيضا، لأن الأمر قد لا يقف عند حد المشاهدة، ولكن يتعداها إلى ما وراءها من الاتصالات المشبوهة التي تخفى تحتها الإيدز وأعمامه وأخواله من الأمراض المخيفة، وعليك بالصيام ففيه عون لك على ترك المحرمات.
أما عن البرود الجنسي عند زوجتك فعليك بمعالجته طبيا بسؤال المختصين به.
وأسأل الله تعالى أن يجنبكم المعاصي، وأن يوفقكم لما يحبه الله تعالى ورسوله، ويرزقكم حياة سعيدة مستقرة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.