2007-09-05 • فتوى رقم 21204
السلام عليكم
اشتغلت مدة 8سنوات، وكل ما جمعته أعطيته لأخي كي يسافر إلى الخارج، وقبل أن يسافر تزوج دون رضى أي طرف من العائلة (لسنا ضد الفكرة ولكن ليست هناك إمكانيات) قال إنه سيحرق passaportإذا لم نوفرله مبلغاً بسيطاً ليتزوج، وأظهر وجهه الثاني، ونكر تضحيتي، وقاطع أمي, وسخطت عليه، وقطعت الاتصال به، لكن لوجه الله عاودت الاتصال وبعثت له نقوداً لأنه كان في أزمة في الخارج، ومؤخراً تكلمت معه، وقلت له إني لا أعترف بزواجه، قال لي: أنا لا أعترف لا بك ولابما فعلته معي, قطعت المكالمة، ومسحت رقمه وعنوانه، ولا أستطيع العودة لمعرفة أخباره، ولا الاتصال به، (لايرجى منه خير) هل علي ذنب؟
جزاكم الله بكل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا خلاف في أنّ صلة الرّحم واجبة، وقطيعتها معصية كبيرة، لقوله تعالى :«وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ» (النساء: من الآية1)
وقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليصل رحمه» رواه البخاري.
فعليك أن تصلي أخيك ولو كان سبب القطيعة منه، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها) رواه البخاري.
وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: (لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك) رواه مسلم.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثِ ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)، أخرجه البخاري.
ولك أن تبتعدي في حديثك معه عن المواضيع المثيرة للجدل، (لاسيما وقد تزوج وقضي الأمر) وعليك نصحه بلطف ولين ليعود لبرِّ أمه وصلتها. ولكن لك أن تقللي الاتصال به.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.