2007-09-07 • فتوى رقم 21347
السلام عليكم
كنا في صلاة العشاء جماعة لما انتهى الإمام من الركعة3 ،وهمَّ بالإتيان بالركعة4جلس أحد المصلين، وقرأ التحيات، ثم سلم، ثم قام بمتابعة الإمام، ولما سلم الإمام قام هذا الرجل ليأتي بالركعات الثلاث المتبقية له، بمعنى أن هذا الرجل صلى المغرب والعشاء، فما مدى صحة ما فعله؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
يشترط في الاقتداء اتّحاد صلاتي الإمام والمأموم سبباً وفعلاً ووصفاً، لأنّ الاقتداء بناء التّحريمة على التّحريمة، فالمقتدي عقد تحريمته لمّا انعقدت له تحريمة الإمام، فكلّ ما تنعقد له تحريمة الإمام جاز البناء عليه من المقتدي، وعلى ذلك فلا تصحّ مغرب خلف عشاء أو غيره ولا عكسه، إذ لا بدّ من الاتّحاد في عين الصّلاة وصفتها وزمنها، وهذا عند جمهور لفقهاء «الحنفيّة والمالكيّة والحنبلية».
وقال الشّافعيّة: من شروط صحّة الاقتداء توافق نظم صلاتيهما في الأفعال الظّاهرة، ولا يشترط اتّحاد الصّلاتين، فيجوز الاقتداء في المغرب وبالعشاء، في الأظهر عند الشّافعيّة، وله حينئذٍ الخروج بنيّة المفارقة، أو الانتظار ليسلّم مع الإمام وهو الأفضل، ولكن الأولى فيها الانفراد.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.