2007-09-16 • فتوى رقم 21644
السلام عليكم
أنا شاب حديث الالتزام وأتحرج من الذهاب إلى الدراسات العليا؛ لأن الكليات مختلطة عندنا، والطالبات لا يرتدين اللباس الشرعي، وأنا أعلم أن الاختلاط محرم في الشريعة الإسلامية، وقد كان هذا الاختلاط سببا لانحرافي ووقوعي في المحرمات في أثناء دراستي للبكلوريوس، ولا أريد أن أقع في نفس المستنقع من جديد، ومعلوم أن دراسة العلوم الدنيوية كالهندسة من فروض الكفاية، والبلدان العربية فيها من الكفاية بحيث إن المهندسين لا يجدون فرص للعمل اصلاً، أي أصبح فرض الكفاية بالنسبة لي مستحباً؛ لانه تحققت الكفاية بغيري من المسلمين، ولا يجوز لي أن أقع في الحرام وهو الاختلاط من أجل مستحب وهو دراسة الهندسة التي تحققت فيها الكفاية، لكن المشكلة هي أنني ذات يوم، وأنا أقرأ في أحد الكتب الشرعية وجدت أنه هناك قاعدة فقهية تقول: ( ما حرم سدا للذرية أبيح عند الحاجة ) ولم تقل القاعدة عند الضرورة ومن المعلوم أن تحريم الاختلاط هو سداً للذريعة، وأنا مثلاً إذا أردت الدراسة أكيد عندي حاجة، وهي زيادة الدخل مثلاً أو الحصول على مصدر للرزق أو غيره، وعلى هذه القاعدة لن يحرم الاختلاط أبداً؛ لانه كل من يختلط بالجنس الاخر يقول إن ذلك لحاجة, فكيف أجمع بين هذه الادلة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
الشريعة الإسلامية جعلت للنساء الحق في تعلم ما ينفعهن كما للرجال، لكن لهن علينا أن يكون حقل تعليمهن في منأى عن حقل تعليم الرجال، وفي صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يوماً نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله، فقال: (اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا، فاجتمعن فأتاهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمهن مما علمه الله).الحديث متفق عليه.
وهو ظاهر في إفراد النساء للتعليم في مكان خاص إذ لم يقل لهن ألا تحضرن مع الرجال.
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء). متفق عليه.
_فالذي أراه أنه لا يجوز للإنسان رجلاً كان أو امرأة أن يدرس بمدارس مختلطة، وذلك لما فيه من الخطر العظيم على عفته ونزاهته وأخلاقه، حتى وإن لم يجد إلا هذه الجامعة فالأفضل له إن استطاع تحويل الدراسة إلى بلد آخر ليس فيه هذا الاختلاط، وإلا فعليه الاحتياط قدر الإمكان.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.