2007-09-16 • فتوى رقم 21742
السلام عليكم ورحمة الله
مثلما تعرفون فإننا نستخدم الكثير من نسخ برامج الحاسوب الغير أصلية، ويوجد لدي من ضمن هذه البرامج برنامج القرآن الكريم مع تفسيره.
المشكلة أن صانعي البرنامج وضوعوا عبارة: (أقسم بالله أن هذه النسخة التي أستخدمها هي نسخة أصلية) بدل (OK)، وأنا أخاف من استخدام البرنامج والضغط على هذه العبارة، لكي لا يحسب علي قسم كاذب.
علماً أني بحاجة ماسة لهذا البرنامج.
أفيدونا، جزاكم الله عنا خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذا الموضوع يدخل تحت اسم الحقوق المعنوية أو الأدبية، وهل هي مال مصون أم لا، وقد اختلف المعاصرون من الفقهاء في شرعية الاستفادة من الأقراص المنسوخة بدون إذن أصحابها، فذهب البعض إلى أن هذا النوع من الحقوق أموال كسائر الأموال الأخرى، فلا يجوز لأحد أن يستفيد منها إلا بإذن من صاحبها ومالكها، وذهب البعض إلى أنها ليست أموالا، ولهذا لا يجوز احتكارها ومنع الناس الآخرين منها، وأنا أميل إلى رجحان القول الثاني.
وعليه فلا بأس بما ذكرت في نظري بشرط أن لا تمنع منه السلطات المختصة في الدولة، فإذا منعت منه وجب الامتناع عنه؛ لأن أمر ولي الأمر واجب النفاذ ما دام في حدود المباحات، لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾ [النساء:59].
وعلى كل حال فإن ضغطك على الزر لا يعد قسما، ما دمت لم تقسم بلسانك وأنت قادر على ذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.