2007-09-17 • فتوى رقم 21793
الاية218 إلى 219 من سورة البقرة: {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير، ومنافع للناس، وإثمهما أكبر من نفعهما، ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبن الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون} ماذا يقصد منافع للناس؟ هل للخمر والميسر منافع؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالمنافع دنيوية من حيث إن فيها نفع البدن، وتهضيم الطعام، وإخراج الفضلات، وتشحيذ بعض الأذهان، ولذة الشدة المطربة التي فيها، وكذا بيعها والانتفاع بثمنها، وما كان يقمشه بعضهم من الميسر فينفقه على نفسه أو عياله، ولكن هذه المصالح لا توازي مضرته ومفسدته الراجحة لتعلقها بالعقل والدين، ولهذا قال الله تعالى : { وإثمهما أكبر من نفعهما } ولهذا كانت هذه الآية ممهدة لتحريم الخمر على البتات، ولم تكن مصرحة بل معرضة، ولهذا قال عمر رضي الله عنه لما قرئت عليه : اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافياً حتى نزل التصريح بتحريمها في سورة المائدة: {ياأيهاالذين آمنواإنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون * إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون}
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.