2007-09-17 • فتوى رقم 21827
السلام عليكم ورحمة الله
عنوان السؤال: كلما تذكرت الكبائر المرتكبة تفتر عزيمتي
شخص ارتكب الكثير من الكبائر ثم توقف عنها، و ندم عليها، وحاول إصلاح ما يمكن إصلاحه، لكن مرة بعد مرة تضعف توبته وعزيمته كلما تذكر كبائره، و يشعره بالخوف فتتراجع همته، خاصة و أن هناك بعض الوعاظ لا يترددون في الإشارة إلى ما ينتظر مرتكب الكبيرة من عظيم العذاب، السؤال ماذا يفعل هذا الشخص حتى يحصل على الاستقرار النفسي، وفي نفس الوقت ماذا يفعل حتى يجد في نفسه رغبة في الإقبال على دين الله؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأول ما أبشر به هذا التائب قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الجليل عن الله عز وجل: (أنا عند ظن عبدي بي) رواه البخاري، فليكن ظنه بالله عز وجل خيرا فإن الله هو الغفور الرحيم.
وعليه أن يعلم بعد أن تاب التوبة النصوح، أن توبته هذه تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، بل تبدل السيئات حسنات بفضل الله تعالى إن صدق العبد بها، كما قال تعالى: ﴿إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً﴾ [الفرقان:70].
مع العلم أن من شروط التوبة النصوح التوقف عن الذنوب السابقة، مع العزم والتصميم على عدم الرجوع إليها في المستقبل, والإكثار من الاستغفار، عسى الله عز وجل أن يغفر لنا وله، وإذا كان في ذنوبه حق لآدمي فلا بد من طلب السماح منه أو توفيته حقه.
ثم إن كان راضياً عن توبته فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
ولا يلتفت بعد ذلك إلى الخواطر الشيطانية التي تأتيه لتصرفه عما هو عليه من الخير بعد التوبة، لتعيده إلى ما كان عليه سابقاً، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وأتمنى له التوفيق، والثبات على التوبة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.