2007-09-21 • فتوى رقم 21979
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ: في العطلة الماضية سافرت مع أبنائي عند عائلتي في مدينة أخرى, وعندما عدت اكتشفت أن زوجي قد تعرف على فتاة عبر "الشات"، وتبادلا أرقام الهواتف، وبدأ يكلمان بعضهما, عندما اكتشفت ذلك واجهته، واعترف لي، ولخص كل ذلك في "نزوة".
الآن فقدت الثقة فيه تماماً، وقررت أنني لن أسافر مرة أخرى بدونه.
أرجوك يا شيخ: انصحه وانصحني معه، مع حضه على غض البصر؛ لأنني أعاني معه من هذه الناحية أيضاً, رغم أنه يقسم لي أن الخطأ في كل هذا ليس مني، بل منه هو.
وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالصداقة والحديث بين الجنسين ممنوع شرعاً مهما كانت التبريرات، لأضرارها المستقبلية الكبيرة، سواء أكان ذلك مشافهة أو مراسلة عن طريق الإميل أو غيره، إلا في حدود الضرورة وبكامل الأدب، وأمام الأهل وعلى مسمع منهم.
ثم إن غض البصر عما حرم الله تعالى واجب على المسلم، قال تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾ [النور:30].
ومما يعين على غض البصر الشعور بأنه واجب من الله تعالى أوجبه علينا، ونحن عبيده، وعلينا أن نلزم بما أمرنا به، ونستشعر أنه مطلع علينا في جميع أحوالنا، فكيف نعصيه؟!
وأن الله تعالى أنعم علينا بنعمة البصر، فعلينا أن نشكره عليها، فلا نستعملها في غير ما يرضيه.
لذلك أوصي الزوج بأن يتقي الله تعالى في أعراض الناس، ويستشعر اطلاع الله عليه، وأوصي الزوجة بحسن التبعل لزوجها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.