2007-09-23 • فتوى رقم 22085
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاحظت كثيراً من المصلين يكثر من تعديل وضبط شماخ الرأس، ويرفع يديه لفعل ذلك، أو يسحب المنديل من الكرتون الذي أمامه ويرفعه لأنفه بكلتا يديه, والبعض منهم يمشي خطوتين أو ثلاثة ليسد الفجوة التي حدثت في الصف أمامه, وبعض المصلين يسيء الأدب في وقوفه أمام الله ويقضم أظافره، ولاينبه أولاده إن فعلوا ذلك، أو يكثرون من النظر في الهاتف المحمول إذا رنَ خلال الصلاة.
فهل يمكن الحكم على بطلان الصلاة بكثرة الحركات فيها بهذا الشكل، مع العلم أن هذا الأمر شائع إلى حد كبير جداً قد يصل إلى 90% في البلد الذي أعيش فيه، حتى إن بعض الأئمة يفعلون ذلك، ويكثرون من تعديل ملابسهم وشماخ الرأس بكلتا يديه؟
وما مقدار الحركات المسموح بها في الصلاة، وما حكم صلاة المأموم خلف هذا الإمام المتحرك، سواءً علم منه ذلك أو لم يعلم، ومالدليل الشرعي على ذلك؟
جزاكم الله كل خير، ونفع بكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد اتّفق الفقهاء على بطلان الصّلاة بالعمل الكثير، واختلفوا في حدّه.
فذهب الحنفيّة إلى أنّ العمل الكثير الّذي تبطل الصّلاة به هو ما لا يشكّ النّاظر في فاعله أنّه ليس في الصّلاة، فإن شكّ أنّه فيها أم لا فقليل.
ومذهب المالكيّة قريب من مذهب الحنفيّة، فالعمل الكثير عندهم هو ما يخيّل للنّاظر أنّه ليس في صلاة، والسّهو في ذلك كالعمد.
وذهب الشّافعيّة والحنبلية إلى أنّ المرجع في معرفة القلّة والكثرة هو العرف، فما يعدّه النّاس قليلاً فقليل، وما يعدّونه كثيراً فكثير تبطل معه الصلاة.
وفي كل الأحوال ينبغي على المصلي أن يخشع في صلاته، فبقدر الخشوع يكون الثواب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.