2008-08-09 • فتوى رقم 22405
السلام عليكم
أريد فتوى بخصوص طلاقي حيث إنني الآن صار لي 3 شهور عند بيت أهلي، حيث زوجي أراد تطليقي من غير سبب معروف، لا أدري ما هو السبب، أراد أن يعطيني المؤخر، وأن أوافق وأمضي على أوراق الطلاق، فرفضت لانني لا أدري لماذا يريد تطليقي، وأصبح يختلق المشاكل لي هو وأهله، وأصبحت حياتنا جحيم بسبب والدته، اعتدى علي بالضرب المبرح بسبب أنني قلت له: إنني أشعر أنك غير مهتم بي، ولا بصحبتي، فقام وضربني، ومن أول زواجنا هو وأهله أجبروني عند الدخول والخروج من بيت أهله، وطلب الإذن من والدته قبل الخروج، رغم أنني آخذ الإذن من زوجي، وليس لأحد أن أخبره وأطلب الإذن منهم، حيث خرجت في يوم لأشتري حاجيات للمنزل، وطلبت الإذن منه ووافق، واتصلت وأكدت عليه أنني أريد الخروج، وتمت الموافقة، ولكن عندما عاد قال لي: لماذا لم تقولي لأمي أنك خارجة ولماذا لم تاخذي سيارة والدتي، قلت له: شرعا أنا آخذ الإذن فقط منك، وعلي هذا الأساس أراد تطليقي، وتركت البيت، وبعد تركي البيت أراد تطليقي في خفية عن الناس، ولا يدري أحد ماذا أوقع بي هو ووالدته، لكنني رفضت، ورفعت قضية نفقة لانه لم ينفق علي لحد الآن، ولا يسأل عني، رغم أنني زوجته، إن زوجي لا يصلي وحاولت هدايته لكن لا فائدة، وكثيراً الكفر بالله وبالدين، وأقول له: حرام اتق الله، يقول: أريد ربي أن يسخط علي أكثر وأكثر، وهو إنسان كثير الصراخ، وعصبي جداً، لكنني تحملته أصبحت أرشده إلي الحرام والحلال، والابتعاد عن الحرام، وعدم تقبيل النساء المحرمات عليه شرعا، لكنه قال: إنه لا يستطيع صد أقربائه من النساء، وكانت الخلافات كلها على أمور دينية، أنا أرفض منه القيام بها، حيث إنني أرفض الذهاب لازور أخواله لأنهم يلعبون بالميسر ويشربون الخمر، لكن والدته أجبرتنا وأجبرته علي فعل ذلك، وزيارة أخواله حيث بالنهاية قلت لزوجي بعد سنة علي زواجنا: أريد أطفالا، قلت له: سوف أقوم بالفحوصات اللازمة، قمت بذلك، والحمد لله كل الأطباء أجمعوا علي أنني بصحة جيدة، وطلبوا من زوجي عمل الفحوصات، لكنه رفض، وقال: ذلك ليس من حقك معرفة إذا كنت أنجب أم لا، قلت له من حقي الشرعي أن أعرف عن صحتك لأقرر حياتي، هو لا يكتم الأسرار الزوجية وكل مناقشة معه يخبر والدته ويختلقون لي المشاكل، وهي تخبر جميع أقربائها، الآن أنا عند أهلي، ولم يطلقني، ولا ينفق علي وأصبح أهله يضعون في عرضي وشرفي أمام الناس، ويقولون أنني لا أنجب، وإنني أخرج من البيت من غير إذن الزوج، والله أعلم أين تذهب، لم أستطع تحمل ذلك لأنني إنسانة مخلصة لبيتي وزوجي وديني، ولا أخرج أزور مجالس النساء، لعدم الوقوع بالنميمة، وذلك لم يعجب أهل زوجي، ماذا أفعل زوجي لا يملك الشخصية القوية للوقوف والدفاع عني وعن شرف زوجته، أشيروا علي ماذا أفعل؟ آسفة للإطالة لكنني محتارة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يحل للرجل أن يضرب زوجته ويسيء معاملتها، ولا للمرأة أن تفعل ذلك معه.
وينبغي على الزوج أن يحترم زوجته، وألا يسرع في مقابلة إساءتها بإساءة أخرى مثلها،
وأن يستعمل ما أرشده إليه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في قوله:(استوصوا بالنساء خيراً، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء) متفق عليه.
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي). أخرجه الترمذي.
ولا يحتقرها أو يشتمها فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(بحسب امريءٍ مسلمٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم) رواه الترمذي.
وقال صلى الله عليه وسلم:(سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) متفق عليه.
وأرشد كلا من الزوجين إلى الصبر على ما يصدر من الآخر، وليحاول نصحه باستمرار وتطييب خلقه ويتحايل علي تغيير طبع الغضب عنده، فكل شيء ممكن أن يكون لكن بالحكمة والموعظة الحسنة، إضافة إلى الصبر على ذلك،
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.