2007-10-02 • فتوى رقم 22454
لقد حصلت في السنة الماضية (2006) على شهادة التخرج، لكن للحصول على عمل في بلدي يجب علي أن أجري مناظرة على ملرحلتين كتابي ثم شفهي، أنا مشكلتي أني نجحت مرتين في الكتابي، لكني أخفق في الشفهي، علاقتي بربي وطيدة، وأنا دائما أدعو لكن دعائي لم يستجب، لا أعرف لماذا على الرغم من أني محجبة، وعائلتي في حاجة ماسة إلى عملي، صليت كثيراً، ودعوت لكن حالتي تعقدت أكثر، سؤالي هو ماذا أفعل ليستجيب الله دعائي، وأعيد ثقتي بكل شييء، وأتخلص من حالة التشائم التي أصابتني، هل من دعاء مستجاب يمكن أن يعينني؟
أرجوكم والله أنا محتارة و يائسة
وجزاكم الله كل خير عني.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك عند الدعاء تيقن الاستجابة في الدنيا أو الآخرة، فقد أخرج الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه).
ثم إن العبد المؤمن إذا دعا الله تعالى إما أن يستجيب له في الدنيا، أو يؤخر الاستجابة للآخرة فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(يدعو الله بالمؤمن يوم القيامة حتى يوقفه بين يديه فيقول: عبدي إني أمرتك أن تدعوني و وعدتك أن استجبت لك فهل كنت تدعوني ؟ فيقول : نعم يا رب فيقول أما أنك لم تدعني بدعوة إلا استجيب لك فهل ليس دعوتني يوم كذا و كذا لغم نزل بك أن أفرج عنك ففرجت عنك فيقول : نعم يا رب فيقول : فإني عجلتها لك في الدنيا و دعوتني يوم كذا و كذا لغم نزل بك أن أفرج عنك فلم تر فرجا قال : نعم يا رب فيقول : إني ادخرت لك بها في الجنة كذا و كذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : فلا يدع الله دعوة دعا بها عبده المؤمن إلا بين له إما أن يكون عجل له في الدنيا و إما أن يكون ادخر له في الآخرة قال : فيقول المؤمن في ذلك المقام: يا ليته لم يكن عجل له في شيء من دعائه). أخرجه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
فما عليك سوى الاستمرار في دعاء الله تعالى بقلب موقن بالإجابة، مع الإلحاح، خصوصاً في جوف الليل.
وليس هناك صيغة معينة مستجابة، وإليك بعض الأوقات التي هي ترجى فيها الإجابة روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة). أخرجه أبو داود والترمذي، ومعنى ما بين الأذان والإقامة أي بين أن يؤذن المؤذن للصلاة، ثم يقيم الصلاة بعد الأذان بدقائق قليلة.
قال ابن القيم: هذا مشروط بماإذا كان للداعي نفس فعالة وهمة مؤثرة، فيكون حينئذ من أقوى الأسباب في دفع النوازل والمكاره وحصول المآرب والمطالب، لكن قد يتخلف أثره عنه إما لضعف في نفسه بأن يكون دعاء لا يحبه الله لما فيه من العدوان، وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله وجمعيته عليه وقت الدعاء، فيكون كالقوس الرخو فإن السهم يخرج منه بضعف، وإما لحصول مانع من الإجابة كأكل حرام، وظلم، ورين ذنوب، واستيلاء غفلة وسهو ولهو، فيبطل قوته أو يضعفها.
وفي الحقيقة يرجع شرف الأوقات إلى شرف الحالات أيضاً، إذ وقت السّحر وقت صفاء القلب وإخلاصه وفراغه من المشوّشات، ويوم عرفة ويوم الجمعة وقت اجتماع الهمم وتعاون القلوب على استدرار رحمة اللّه عزّ وجلّ، فهذا أحد أسباب شرف الأوقات سوى ما فيها من أسرار لا يطّلع البشر عليها.
ومن الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء حين الصوم، فقد جاء في الحديث الذي رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:(الصائم لا ترد دعوته) رواه الترمذي وابن ماجه.
وحالة السّجود أيضاً أجدر بالإجابة، قال أبو هريرة رضي الله عنه: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «أقرب ما يكون العبد من ربّه عزّ وجلّ وهو ساجد، فأكثروا الدّعاء» أخرجه مسلم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.