2007-10-02 • فتوى رقم 22463
اعتدت على الحديث الفاحش على الهاتف المحمول مع فتاة، وفي كل مرة أتوب وأستغفر لأيام عدة، ثم بعد فترة أعود وأكرر ما فعلت، وفي النهاية عاهدت الله تعالى على أني لن أعود لمثل هذا العمل الأحمق مرة أخرى، لكنه تكرر وفي ليل رمضان، أعلنت توبتي مرة أخرى نهائيا وقررت البعد عن هذا الفعل المشين، ولكن هذا الذنب يطاردني، وأعيش خائفا من عدم قبول التوبة والعياذ بالله؛ لأني فعلته في ليل رمضان، فهل تقبل توبتي؟ وهل بهذا ضاع رمضان وما تبقى له من أيام بالنسبة لي؟
أرجوك أجبني لأن حالتي النفسية سيئة للغاية.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك بمجاهدة النفس، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاتك وسكناته، لا تخفى عليه خافية، وعليك أن تكثر من الالتجاء إلى الله تعالى، وتعلن له عجزك وضعفك، وتطلب العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما تعاني منه، وعليك بالبعد عن الأسباب المسببة للمعصية ذاتها مع غض البصر عما حرم الله، وترك رفقاء السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، ثم الانشغال بعمل علمي أو مهني يشغل كل الوقت، مع السعي للزواج ما أمكن، والاستعانة بالصوم فإنه وجاء ووقاية كما أخبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، أسأل الله تعالى أن يثبتك على طاعته، ويحفظك من معصيته، إنه سميع مجيب.
ولا بد أن تعلم أن باب التوبة النصوح مفتوح لكل عاص، وشرطها الندم والتصميم على عدم العود لمثلها، ثم الإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70]، ثم إذا كنت راضياً عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى، فسارع إلى التوبة واغتنم رمضان فالمغفرة فيه أرجى، أسأل الله تعالى أن يقبل توبتك وأن يكرمك بالاستقامة بعدها، إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.