2007-10-02 • فتوى رقم 22488
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أود أن أسأل حضرتك: هل وضع الأموال في البنوك حرامً؟
فأنا متزوجة منذ 22 عام، وكان زوجى يعمل بالخارج، ولكن استقر هنا في مصر منذ 12 عاما، ومنذ هذا الوقت وهو يضع كل الأموال التي حصل عليها بعمله بالخارج في البنك، وعندما أقول له إن كثيراً من الشيوخ يقولون: أن هذا حرام، وأنها مثل الربا يقول لي أنهم ليسوا بعلماء في الدين، فقد قال مفتي الديار المصرية أن وضع الأموال في البنوك ليس حراماً، وأن الناس ليس في نيتهم الربا، وأن مصر دولة فقيرة تحتاج لهذه الأموال من أجل المشاريع، وأنه لو كل شخص سحب أمواله من البنك سيتعطل العاملون بالبنوك، ويزداد عدد العاطلين, فما رأي حضرتك، فأنا لا أملك العمل لكي أكفي أحتياجاتي أنا وأولادى، وإننا نأكل ونشرب و...و... من فوائد البنك حتى أن زوجي اعتمد عليها، ولا يريد أن يعمل عملا إضافيا فهو يعمل في اليوم ساعات قليلة.
فما رأي حضرتك فهل فعلا وضع الأموال في البنوك ليس حراما فهذا ليس فقط كلام زوجي ولكني سمعت مفتي الديار المصرية، وهو يأكد أنها حلال، فأرجو منك الدليل على أنها حرام، وهل وضع الأموال في البنوك الإسلامية حرام فهي تتعامل مع البنوك الاخرى الربوية؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز وضع المال بالبنك الربوي للاستثمار بفائدة، للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، وقد صدر الحكم من المجمع الفقهي في جدة بأن فوائد البنوك التقليدية من الربا المحرم، وهو ما اجمع علهي المسلمون إلا قلة نرجوا من الله تعالى ان يوفقهم ليعودوا مع جماعة المسلمين إلى تحريمه.
والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278].
ولا يباح الربا عند خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك.
ولك أن تستثمر ما معك من مال في شركات أو بنوك إسلامية عليها هيئة رقابة شرعية، والموارد التي تأتي من خلالها حلال إن شاء الله تعالى.
ولو احتاج الإنسان إلى مخالطة من ماله حرام أو فيه شبهة الحرام والأكل من ماله، لقرابة أو جوار أو غير ذلك، فلا مانع من ذلك؛ لأن الحرمة تتعلق بذمته وليس بعين ماله، والتنزه عن مخالطته أولى احتياطا، فحاولي أن تنصحي زوجك بالكلمة الطيبة لكي يسحب ماله من البنك الربوي ويضعه في مكان آخر مباح للاستثمار، فإن استجاب لك فبها، وإلا فالإثم عليه وحده.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.