2007-10-10 • فتوى رقم 22886
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرغب في معرفة حكم الشرع في زوج يكبر زوجته بحوالى 18 عاما، ويسيء معاملتها، ويهملها كثيراً، على الرغم من تفانيها بالقيام بواجباتها الزوجية، وتركها معظم الوقت وحيدة في منزلها، مع العلم بأنها لا تعمل، ولا دخل لها؛ لأنه رفض التحاقها بوظيفة مرموقة، وهي فضلت تربية ابنها عنها.
هذا الزوج منذ تقدم لخطبتها قال: إنه لن يقيم حفل زفاف، وذلك لأنه سيجعلها تحج معه البيت الحرام، ولم يقدم لها مهراً ولا مؤخر صداق، ولم يهبها أي شيء.
كلما تحدث مشكلة بسبب أصحابه اللاهين الملتفين حوله يهينها، ويتركها دائماً دون أن يرضيها، حتى أصيبت بمرض الاكتئاب، وحالة من الحزن تكاد تجعلها لولا إيمانها تطلب الوفاة من الرحمن.
وكلما تحدث مشكلة يعيدها إلى العيش معه، بحجة أنه سيحسن معاملتها، وأن أهله مرضى، وسيحزنهم الانفصال وسيجعلها تحج.
ومنذ 3 أشهر توفيت والدته، وقال لزوجته: فكري ملياً، سأذهب للحج هذا العام؛ لأن والدي أوصاني بذلك، فهل ترغبين في الذهاب معي، فقالت على الفور: "هو أنا أطول طبعا أجي"، وبعدها بشهر حينما سألته قال لها: لن أذهب هذا العام، فقد حججت منذ 4 سنوات، واعتمرت منذ عامين، فمن الصعب أن آخذ التأشيرة، في حين أنه لو ذهب معها كمرافق سيتاح له ذلك، وتركته الزوجه كما يشاء، وتركها.
ومنذ عشرة أيام حدثه أحد أصحابه اللاهين وقال له: إنه سيذهب إلى الحج، فتهلل الزوج وحضر أوراقه، ولم يدع الزوجة، وأساء معاملتها كثيراً في الفترة الأخيرة، حتى تسبب لها في أكثر من انهيار نفسي، وهذه الزوجه بشهادة الأطباء الكبار وأهله تعاني من الحزن والكرب، وهي سوية نفسياً تماماً، وترعى بيته، وضحت بكل شيء من أجله.
ومنذ أسبوع كانت والدتها في البيت، وعاد على موعد الإفطار مباشرة، وقال لها: سأحسن معاملة ابنتك، وسآخذها إلى الحج معي هذا العام، وفرحت الأم وابنتها.
وفي اليوم التالي حينما طلبت منه الزوجة أن يحجز لها قال: إنها متعبة صحياً، ولا يمكن أن تحج، مع العلم أنه لم يراعي أبداً تعبها، وهو جراح، وأستاذ بكلية الطب، وطالما قال: إنها صحيا سليمة مئة بالمائة كلما شكت من أي علة، ويثبت ذلك بالتحاليل ليجبرها على القيام بكل شئون المنزل دون خادمة، حتى وهي حامل.
وحينما واجهته الأم بذلك قال لابنتها امامها: إنها مريضة نفسيا، ولا يجوز لها الحج، وإنه لم يقل أنه سيصطحبها.
حزنت الام منه، وقالت له: لقد قلت لها ذلك أمامي بكامل إرادتك بالأمس أثناء الإفطار، فكذبها دون مراعاة لكبر سنها وقدرها وحسن معاملتها له، وقال: لم أقل ذلك.
فهل هو آثم أم لا، مع العلم أنه ميسور الحال، ويسكن مع زوجته في شقة يتعدى ثمنها مليون جنيه، وقالت له الزوجة: إنك قفلت لي باب رحمة، وكان يمكن أن يهدينا الله بعزته وجلاله، ويصلح حالنا هناك، وحزنت للإهانة وللمعايرة بما أصابها منه من كرب أمام أمها.
فما حكم الشرع في حجته هذه، وهل هو آثم أم لا فيما يفعله مع زوجته، خاصة وأنها باتت غير راغبة فيه جنسيا، ومع ذلك لا تتمنع عنه خشية من يؤثر فيه ذلك نفسيا ، ويدفعه لتعاطي الحبوب الزرقاء التي قد تؤثر على صحته، وابنه عمره عام، وفي حاجة إليه، بل وتتحمل ألم اللقاء مع رجل لا يحترمها، ولا يقدر تضحيتها، خاصة وأن والدته ووالده أوصوه خيراً بها، كل منهم على حدة يوم احتضاره.
فهل يحق للزوجة طلب الطلاق، خاصة وأنه يجعلها أحيانا تقوم بلعق عضوه الذكري، وهذا يزعجها، لكنها تفعل ذلك خشية من أن يتضايق، ولأنها كانت تحبه وترغب في استمرار البيت، وحاولت معه بكل الوسائل من أن يصلح نفسه، ويكف عن الكذب عليها.
وهل يحق لي أن أطلب نفقة متعة في حال طلبي الطلاق؟
وما حكم الشرع في حالة هذه الزوجة، لأنها لم تعد تطيق النوم معه، ومباشرة الحياة الزوجية منذ أسبوعين، وامتنعت عنه، وهو لا يدرك ذلك؛ لأنه لم يطلبها للمعاشرة حتى الآن؟
وما حكم الشرع في صلاة الزوجة قيام الليل لدعوة الله أن يفرج كربها، وأن يرزقها سبيلاً للرزق يمكنها من الحج دون الحاجة إلى ماله، وكانت تشكو إليه حق المظلوم، وأحيانا تدعوه ألا يقبل حجة هذا الرجل الذي قهرها وأضاع شبابها؟
وما حكم الشرع في ذهابه إلى الحج وعدم إرضاء زوجته؛ لأنها أقسمت أنها لن تودعه قبل ذهابه إلى الحج؟
وهل تقبل هكذا حجتة، خاصة وأنه يرفض أن يسرحها بمعروف؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعلى الزوج أن يحسن معاملة زوجته، كما عليك أن تحسني التبعل له، مع الصبر على ما يصدر من زوجك، ولتحاولي نصحه باستمرار وتطييب خلقه وتتحايلين في تغيير طبعه، فكل شيء ممكن أن يكون لكن بالحكمة والموعظة الحسنة، إضافة إلى الصبر على ذلك.
فإن لم يفلح ذلك فأرشدك إلى أن توسطي كبار العائلة أو من تظنين أن زوجك يستجيب له، فلعل ذلك يفيد.
فإن يئست بعد ذلك من الحياة مع زوجك وتضررت فلك أن تطلبي الطلاق منه، أو التفريق بالمخالعة الرضائية بينكما إن أمكن.
وللزوجة التي لم يسم الزوج لها مهراً حين العقد عليه، لها مهر المثل.
وأسأل الله تعالى أن يصلح ما بينكما، ويرزقكما السعادة في الدنيا والآخرة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.