2007-10-11 • فتوى رقم 22921
تشجيعاً على بعث المشاريع الزراعية، تسمح الدولة للفرد بشراء أرض زراعية، وتدفع هي مباشرة لصاحب الأرض 90% من الثمن، حسب القيمة التي تحددها هي، ويدفع الشخص بقية المبلغ.
تصبح الأرض على ملك الشخص، لكن لا يمكنه بيعها أو كراءها إلا بعد خلاص الثمن، وشرط إحياءها وتنميتها.
يتم الخلاص على مدة 25 سنة بفائض 5%، وهي أقل من نسبة التضخم المعترف بها من قبل الدولة، وهذه النسبة لا تتغير، حتى وإن تأخر الشخص عن دفع الأقساط في آجالها.
مع الإشارة أن المال المدفوع هو من خزينة الدولة، وليس مال البنك، فهل هذه العملية حلال أم حرام؟
أفيدوني، أفادكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فبما أن المشتري للأرض أنت، والدولة تقرضك الثمن قرضا بفائدة ربوية فلا يجوز؛ وذلك لشدة حرمة الربا، حيث قال سبحانه: ﴿فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ﴾ [البقرة:279].
أما إذا كانت الدولة هي التي تشتري الأرض وتدفع ثمنها للبائع، ثم تبيعك إياها بالتقسيط بثمن أعلى، ولا تشترط عليك أي زيادة بعد ذلك إذا تأخرت في السداد لظروف خاصة، فلا مانع من ذلك.
وذلك فصل ما بين الحرام والحلال.
وأسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، ويثبت على طاعته، إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.