2007-10-24 • فتوى رقم 23075
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي لماذا أكثر التعديلات على سنة الرسول عليه الصلاة والسلام حصلت في عهد سيدنا عمر، كصلاة التراويح ومنع زواج المتعه، ونحن بماذا نتمسك بسنة الرسول أم بسنة عمر؟
جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعمر رضي الله عنه ليس له سنة نظيرة ولا مخالفة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يأت عمر من عند نفسه بشيء، وإليك بيان ما استشكلت فيه:
أما صلاة التراويح فقد صلّى النّبيّ صلى الله عليه وسلم بأصحابه صلاة التّراويح في بعض اللّيالي، ولم يواظب عليها، وبيّن العذر في ترك المواظبة وهو خشية أن تكتب فيعجزوا عنها، فعن عائشة - أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ذات ليلة في المسجد فصلى بصلاته ناس ثم صلى من القابلة فكثر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح قال قد رأيت الذي صنعتم ولم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم وذلك في رمضان )) رواه البخاري.
وجاء في كتب فتح القدير والمغني والمنتقى وغيرهم أن أسد بن عمرو روى عن أبي يوسف قال: سألت أبا حنيفة عن التّراويح وما فعله عمر، فقال: التّراويح سنّة مؤكّدة، ولم يتخرّص عمر من تلقاء نفسه، ولم يكن فيه مبتدعا، ولم يأمر به إلاّ عن أصل لديه وعهد من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ولقد سنّ عمر هذا وجمع النّاس على أبيّ بن كعب فصلّاها جماعةً والصّحابة متوافرون من المهاجرين والأنصار وما ردّ عليه واحد منهم، بل ساعدوه ووافقوه وأمروا بذلك.
فعمر رضي الله عنه اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما فعله في صلاة التراويح وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تركها خشية أن تفرض على الناس، فقد زال هذا المانع بعد وفات رسول الله صلى الله عليه وسلم لاستقرار الأحكام بوفاته صلى الله عليه وسلم.
أما نكاح المتعة فقد كان مباحا في أول الإسلام ثم حرم بعد ذلك، روى البخاري أن عليا رضي الله عنه قال لابن عباس:(( إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المتعة وعن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر)) فعمر رض الله عنه لم يكن إلا مظهراً ومبيناً ومعلناً لهذا التحريم الذي كان في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرضي الله عن عمر وجزاه عن أمة الإسلام خير الجزاء.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.