2007-10-25 • فتوى رقم 23211
أبي عمره 57 ويريد الزواج مرة أخرى، مع العلم أنه حالف على أمي بالهجر مدى الحياة، وأمي لم تقصر معه، وكانت تعامله بما يرضي الله، ويريد أن ينتقل في العيش مع الزوجة الثانية ويتركنا 3 بنات وأمنا بمفردنا بالمنزل، ويريد أن يرانا نصف ساعة فقط في اليوم، هل زواجه مرة أخرى حلال أم حرام؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فللزوج الزواج من زوجة ثانية إن كان قادراً على العدل بين الزوجات، وقادرا على الإنفاق عليهن جميعا، وله ذلك شرعاً ولو دون مبرر، أما إن كان يعلم أنه لن يعدل بين زوجاته فلا يحل له أن يتزوج بأكثر من واحدة، مع العلم أنه لا يجوز للزوج أن يتعمد هجران زوجته أبدا بغير مبرر، قصرت المدة أو طالت، لأن ذلك نوع إيذاء لها، وهو حرام شرعا، وقد أمر الله تعالى الأزواج بالإحسان لزوجاتهم، ومنعهم من الإساءة إليهن، والهجران من أشد أنواع الإساءة، ولكن لو حدت بالزوج ظروف قاهره دعته إلى نوع من الهجران، كالمرض أو السفر مثلا، فلا يلام في ذلك، وعلى الزوجة في هذه الحال أن تصبر وتحتسب، وكذلك يباح للزوج أن يهجر زوجته إذا قصرت في حق ربها أو في حق زوجها، ولكن بمقدار ما يردعهاعن تقصيرها ويعيدها إلى الطريق الصحيح، دون مبالغة، لقوله تعالى: (وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ) (النساء:34).
وعلى كل من الزوجين أن يسارع إلى إرضاء الآخر قدر إمكانه ولا يقصر في حقه، وعلي كل منهما أن يسامح الآخر في تقصيره نحوه إذا جرى منه تقصير، ولا يجوز لأي منهما أن يتخذ من تقصير الآخر نحوه في شيء متكأ للتقصير مثله أيضا، فإن خير الزوجين من يسامح أكثر، وليس من يحاسب أكثر.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.