2007-10-26 • فتوى رقم 23292
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيدي الشيخ: كل عام وأنتم بخير، وتقبل الله طاعتكم.
مشكلتي غريبة ولم أقلها لأحد سواكم, أرجو أن أجد عندكم المساعدة، لا أستطيع أن أصل في المسجد لأنه ينتقض وضوئي كثيراً (ولست دائمة حدث لأنني مطلعة على تفاصيل شروط دائم الحدث) وأشعر بالأسى لهذا الأمر خاصة في رمضان حيث لا أستطيع أن أذهب للتراويح أو للإحياء لهذا السبب وخاصة أن المخزون من المياه في الجامع ينتهي أحيانا بسبب كثرة الاستعمال, فأصلي في بيتي، ودائما أصلي السنن جالسة لأخفف من انتقاض الوضوء, ولكن أشعر بحرقة قلب على ما يفوتني من ثواب الجماعة, أعرف أن الأعمال بالنيات، ولكن السمو الروحي والتجليات لا أحصل عليها بالنية, المهم في هذا العام استدللت على مسجد فيه موضأ جيد ونظيف وكبير وضمن المسجد بحيث لا توجد أية صعوبة بتجديد الوضوء, سررت بذلك كثيراً وشعرت أن الله قد عوضني عن حرماني السابق وأنه استجاب لدعائي، وصرت أذهب إليه خاصة للتهجد الذي كان رائعا, كانت قراءة الإمام للقرآن جميلة جدا، ودعاؤه مؤثر وروحاني، كان يبكي معظم من في المسجد من دعائه، والمسجد يقصده المئات, ولكن فجأة صرت أشعر أنني بدأت أتأثر قلبيا لدى سماع صوت الشيخ يقرأ القرآن, يعني أقصد تأثير عاطفي (سامحوني أرجوكم)، وحاولت أن أطرد هذه الأفكار، فلم أستطع, فقلت في نفسي لن أستطيع أن أستفيد من التجليات والأنوار والبركات بهذه المشاعر الخاطئة وقررت أن أكون صادقة مع نفسي، وانتقلت لجامع آخر كانت قراءة الامام أيضا جميلة ومؤثرة في النفس، كنت اغمض عيني وأتخيل كيف كان ينزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولكن من جديد بدأت أشعر نفس الشعور الخاطئ في قلبي, فقررت أن أبق في بيتي مع سمو روحي قليل أو معدوم على أن أذهب إلى الجامع، وتتأذى مشاعري بالانفعالات الخاطئة (أرجو أن تكونوا قد فهمتم قصدي) عادت لي حرقة قلبي بشعوري بالحرمان من صلاة الجماعة، ومن بركة الجماعة، وخاصة بعد أن ذقت تلك الحلاوة...، هل ما فعلته صحيح؟ وكيف أستطيع أن أتغلب على هذه المشكلة، مع العلم أنني كنت أدعو الله كثيراً في الليل وفي السجود أن يعافيني من هذه المشاعر الخاطئة, ولست أدري ما الحكمة مما حدث لي؟
أرجوكم فضيلة الشيخ ساعدوني، وجزاكم الله عني خير الجزاء وجبر خاطركم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالأصل في صلاة المرأة -الفروض وغيرها- أن تكون في البيت، وصلاتها في بيتهاأفضل من صلاتها في المسجد، وبخاصة الشابة؛ فقد أخرج ابن حبان وابن خزيمة عن عبد الله بن سويد الأنصاري عن عمته أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني أحب الصلاة معك، قال: قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي، قال: فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه، وكانت تصلي فيه حتى لقيت الله جل وعلا.
لكن لو صلت المرأة مع الجماعة في المسجد وكانت محجبة ومنعزلة عن الرجال فلا مانع من ذلك، وعليه فقد أصبت بصلاتك في بيتك، وهو أفضل من صلاتك في المسجد، وإن أبيت إلا الصلاة في المسجد، فعليك بمسجد تأمنين فيه على نفسك من أن تفتتني بصوت إمامه، وأسأل الله تعالى أن يشفيك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.