2007-10-27 • فتوى رقم 23353
السلام عليكم
أنا امرأة أعاني من شك قاتل، مع أني ملتزمة، وأخشى الله في كل شىء، وأندم على كل دنب أقترفه.
أرجوكم أريد جواباً مقنعاً وواضحاً لسؤال يحيرني:
دائماً أتسائل: هل الإعجاز العلمي في القرآن والسنة والاكتشافات التي توصل لها العلماء توجد في القرآن والسنة فقط، أم توجد كذلك في كتب اليهود والنصارى؟
لأني دائما أتساءل إن كانت هذه الاكتشافات عند المسلمين فقط ، فلماذا لم يسلم العالم كله، ويشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، بل أسلم بعضهم فقط، خصوصاً ما جاء في الآية 11 من سورة المؤمنون {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ...} صدق الله العظيم إلى آخر الآية.
فكيف لا يسلم من قرأ مثل هذه الآيات التي تتحدث عن تكوين الإنسان في الرحم، والتى اكتشفها العلماء في عصرنا هذا، وبآلات حديثة؟!
سؤالي: هل عندهم مثل هذا الشرح أو ما شابهه في خلق وتكوين الإنسان، فالوسواس يجعلني أقول: ربما عندهم هذا في كتبهم أيضاً، مع أني لا أقرأ ولا أعرف عن كتبهم شيئاً؟
أرجو أن تشرحوا لي جيداً، وهل الله سيحاسبني على هذه الأفكار، وهل أعمالى وصلاتي لن تقبل بسبب هذه الشكوك، وهل هذا كفر أم إيمان؛ لأني لا أريد أن أموت وأنا على هذا الشك؟
وجزاكم الله كل خير على هذا التعب.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تعلمي أولاً أن القرآن الكريم كتاب هداية أنزله الله عز وجل لمقصد عظيم في حياة البشر، وهو هدايتهم إلى خالقهم، وكيف يعبدونه، وما هي مبادئ الأخلاق والقوانين التي ينبغي أن تحكم تعاملات الناس بعضهم مع بعض، فليس القرآن بكتاب علوم طبيعية، وإن حوى في هذا الصدد الكثير من الإشارات في مجال الطب والفلك والجيولوجيا... الخ.
قال تعالى: ﴿قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [المائدة:15-16].
ثم إن عدم إيمان من يرى إعجاز القرآن الكريم فيما ذكر فيه من حقائق لم يكشفها إلا العلم الحديث ليس بمستغرب، فكفار قريش كانوا يرون معجزات الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم أمام عينهم كانشقاق القمر ولا يؤمنون، تكبراً وحجوداً.
ومنهم من يؤمن عند رؤية هذا الإعجاز، ويسلم بأن هذا القرآن ليس من عند بشر، وإنما هو وحي إلهي.
فالهداية من عند الله تعالى وحده، يهبها من يشاء من عباده.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.