2007-10-27 • فتوى رقم 23398
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لي مبلغ من المال في دفتر التوفير منذ فترة طويلة، ولي منه فوائد أخرجتها مرتين، ووزعتها على محتاجين دون أن أستفيد منها.
- هل من الأفضل أن أسحب هذه الفوائد في كل مرة، وأوزعها على الفقراء والمحتاجين، أو أتركها دون أن أسحبها ولا أستفيد منها؟
- هل يجوز إعطائها للمسجد لإكمال بنائه؟
أفيدوني بارك الله فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالوضع في دفتر التوفير ممنوع شرعاً لأن ذلك من الربا، والربا من أشد المحرمات عند الله، قال تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278]، ولا يجوز لك وضع المال في دفتر التوفير، ولو عزمت على التصدق بهذه الزيادة، فعقد الربا محرم من أصله، ولكن لو كان لك مال في هذا الدفتر مسبقاً، وحصلت منه على فوائد فلا يجوز لك الاستفادة من هذه الفوائد الربوية في أي شيء مطلقاً, بل يجب عليك التخلص منها بدفعها للفقراء وللمساجد أيضاً وإن كان صرفها على الفقراء والمحتاجين هو الأولى عندي، وعليه فعليك أن تبادر إلى سحب هذا المبلغ من دفتر التوفير لأنه ربا كما سبق، وعليك التخلص من الفوائد وأن تكثر من التوبة والاستغفار.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.