2007-10-29 • فتوى رقم 23512
فضيلة الدكتور: أنا شاب سوري من مدينة السخنة في محافظة حمص، لدينا عادة في حالة وفاة شخص ما، وهي إقامة العزاء لمدة أربعة أيام، وكانت سبعة أيام.
وخلال العزاء يذبح عدد لا يقل عن عشرة ذبائح، ويصل عند المقتدرين إلى 25 من أقارب المتوفي كل يوم 4 أو 5، وغالباً لا يجد الطعام من يأكله؛ هل هذا يعتبر صدقة عن المتوفي، وهل هذا حلال أم حرام؟
رجاء أريد إجابة أستطيع أن أواجه بها كبار السن المتمسكين بهذه العادة، أليس من الأفضل توزيع ثمن هذا الطعام الذي يصل إلى مئة ألف غالباً، وتوزيعه على الفقراء كصدقة عن الميت؟
أرجو من فضيلتكم إجابة شافية.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا بأس بأن يستقبل أهل الميت في بيتهم المعزين من غير احتفال أو تواعد.
على أن لا يعد ذلك من السنة، بل من المباح أو المستحسن عرفا ما دام ليس فيه منكر.
ثم لا مانع من الأكل من هذا الطعام إن قدم للمعزي وكان مباحاً، ومن السنة أن يصنع أقارب الميت أو جيرانه الطعام لأهل الميت، لا أن يقدموه هم، لقوله صلى الله عليه وسلم: «اصنعوا لأهل جعفر طعاما، فإنّه قد جاءهم ما يشغلهم» أخرجه الترمذي.
فيكره أن يصنع أهل الميّت طعاما للنّاس؛ لأنّ فيه زيادة على مصيبتهم، وشغلاً على شغلهم، وتشبّها بأهل الجاهليّة، لخبر جرير بن عبد اللّه البجليّ رضي الله عنه قال: كنّا نعدّ الاجتماع إلى أهل الميّت، وصنيعة الطّعام بعد دفنه من النّياحة. أخرجه أحمد.
ولا بأس بأن يوزع جزء من هذا اللحم على الفقراء، وهبة ثواب ذلك للميت.
كل ذلك دون سرف أو تفاخر.
أما أن يكون ذلك من مال الفقيد فلا يجوز، إلا إن يتبرع جميع الورثة راضين بذلك، وكانوا بالغين عاقلين، أو أن يوصي به قبل موته.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.