2007-10-31 • فتوى رقم 23589
السلام عليكم
ما هو الأجر في تنظيف المساجد، من تنظيف الحمامات, وتنضيف سجاد المسجد، وترتيب المصاحف، وغيرها من الأعمال؟
قال لي شيخ كبير في السن ["يوجد أجر كبير لمن يقوم بتنظيف المساجد، وذكر لي عدداً كبيراً لا أدكره، أظنه 70 مسجد"]
فهل هدا القول صحيح، وهل يوجد حديث شريف ينص علي ذلك، وأنا والحمد لله أحب تنظيف المساجد؟
والسلام عليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فتنظيف المسجد والقيام بشؤونه فيه أجر عظيم، وهو دليل على الإيمان، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾ [التوبة:18].
والنبي صلى الله عليه وسلم أمر بتنظيف المسجد وتطييبه، فعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَتَّخِذَ الْمَسَاجِدَ فِي دِيَارِنَا، وَأَمَرَنَا أَنْ نُنَظِّفَهَا. أخرجه الإمام أحمد في المسند.
وعَنْ أم المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: أَمَرَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبِنَاءِ الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ، وَأَنْ تُنَظَّفَ وَتُطَيَّبَ. أخرجه أبو داود والترمذي.
وامتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم يؤجر عليه فاعله.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا أَسْوَدَ أَوْ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَ يَقُمُّ الْمَسْجِدَ (أي ينظفه)، فَمَاتَ فَسَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ فَقَالُوا: مَاتَ، قَالَ: (أَفَلَا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي بِهِ، دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ) أَوْ قَالَ: (قَبْرِهَا)، فَأَتَى قَبْرَهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا" أخرجه البخاري ومسلم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.