2007-11-02 • فتوى رقم 23654
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك حديث: (اقرؤوا القرآن؛ فإنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة).
هل هذا يعني أن قراءة القرآن بكثرة فقط تكفي، أم يجب أن نحفظه, هذا طبعا مع العمل به في الحالتين؟
وسؤال صغير آخر: هل يمكن للنساء أن تقبل يد الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، وأن تجالس سيدنا أبو بكر وعمر؟
وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالحديث الذي أشرت إليه أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وهو مشتمل على الأمر بتلاوة القرآن حتى يكون شافعا لقارئه، ولا يشترط لذلك حفظه.
لكن هذه الشفاعة مقيدة بقارئ القرآن الذي يعمل به ويطبقه في حياته بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: (يؤتى القرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما). أخرجه مسلم.
قال المباركفوري في "تحفة الأحوذي": قوله (يأتي القرآن) أي يوم القيامة (وأهله) عطف على القرآن (الذين يعملون به)؛ دل على من قرأ ولم يعمل به لم يكن من أهل القرآن، ولا يكون شفيعا لهم؛ بل يكون القرآن حجة عليهم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.