2007-11-03 • فتوى رقم 23713
لقد وقعت منذ مدة في بعض المعاصي، تتعلق بالخلوة برجل وممارسة الفاحشة معه دون الإيلاج، فأنا ياشيخ أعاني من ارتفاع الهرمونات الجنسية، وكنت دائما أكبح نفسي ولازلت، لكنني وقعت وقد تبت إلى الله، وأنا جد نادمة، ما أريد أن أعرفه هو:
- هل يجب علي الحد؟
- وإن وجب, علماأن حدود الله لا تقام في بلدي، فما العمل؟
- إن تقدم رجل لخطبتي هل أصارحه بالأمر؟
أستحلفك بالله يا شيخ أن تدعو لي بالثبات و أن يرزقني الله الزوج الصالح.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلته سابقاً من أكبر المعاصي، وعليك التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه.
والآن عليك ستر نفسك، وعدم إخبار أحد بما كان منك (لا خاطب ولا غيره) فالتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70]، ويكفيك التوبة وبها يغفر الله الذنوب، ولا حد عليك، أسأل الله تعالى أن يثبتك على الطاعات ويجنبك المعاصي ومقدماتها، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تسعدين معه في الدنيا والآخرة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.