2007-11-03 • فتوى رقم 23720
السلام عليكم ورحمة الله بركاته
سؤالي هو: ما حكم الشرع في أب يتكلم عن زوجته الحاجة بيت الله، وبناتها اللاتي يقمن الليل، ويحفظن كتاب الله كلاما تقشعر له الأبدان يخص العفة والشرف، وأنه يتبرأ منهن، ولا يريد التعرف عليهن، مع العلم أن بناته في سن الزواج، وهو من جديد طلق امرأته، ودمر سمعة البنات الجميع من الاهل تكلموا معه ويقولون له أن بناته من أشرف البنات، ولكن هو قاسي القلب ولا يحب إلا نفسه، هل يجوز أن نقاطعه، ولا نتكلم معه، ونحن نخاف الله من عقوق الوالدين؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء . ولذلك فإنني أنصحكم بأن تحسنوا لأبيكم قدر إمكانكم وتحاولوا بره بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بكم ضرراً، و إلا كنتم مسيئينً مثله أو أكثر منه، فإن بر الوالدينً واجب مهما كانت تقصيراتهم، قال تعالى في حق الأبوين:(وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).(العنكبوت:8)، ولا شك أنه سيتغير معكم إن عاملتموه بالحسنى وداومتم على ذلك، بل إن الله تعالى سيكرمكم بما تحبون، ويصرف عنكم آثار كلامه السيء إن شاء الله تعالى، وأوصيكم بكثرت الدعاء له بالهداية في جوف الليل، فإن الله تعالى هو مقلب القلوب ومغير أحوالها، أسأل الله له الهداية العاجلة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.