2007-11-03 • فتوى رقم 23755
السلام عليكم
أنا بنت عمري 29 سنة توفي والدي في الثالثة من عمري، وعشنا أنا وإخوتي ووالدتي في بيت جدي مع جدتي وخالاتي وأخوالي وعندما بلغت 12 من عمري أقام خالي معي علاقة جنسية من الخلف، وعندما بلغت 16 من العمر أصبحت أكثر وعيا وقاومته فامتنع، وبعد عدة سنوات تزوج خالي وكنت أبلغ 23 من العمر، وبعد مرور عدة أشهر توفيت جدتي وبدأت زوجته بعمل المشاكل معنا، وخاصة معي لأنها كانت تغار مني لأن أسرتي كانت تحبني كثيراً، وعندها خاصمتها ولم أحدثها، وفي هذه الأثناء انعزل خالي وزجته في جانب من البيت وأصبحت حياتهم معزولة، ورغم ذلك لم تكف زوجته عن إزعاجي ولم أتحمل ذلك فبدأت أحكي عليها، وساءت علاقتي بخالي جداً، وأنا حاليا خاصمته، ولم أتحدث معه
سؤالي هو: هل أنا أعتبر زانية؟ وهل أعتبر قاطعة رحم؟
أفتوني جزاكم الله ألف خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلست زانية _إن شاء الله تعالى_ بما أنك كنت صغيرة عندما أخطأ خالك معك، وقد أحسنت فعلاً عندما منعت خالك في المرة الثانية.
لا خلاف في أنّ صلة الرّحم واجبة، وقطيعتها معصية كبيرة، لقوله تعالى :«وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ»
) النساء: من الآية1)
وقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم : «من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليصل رحمه» رواه البخاري.
فعليك أن تصلي رحمك ولو كان سبب القطيعة منهم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها) رواه البخاري.
وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: (لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك) رواه مسلم.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثِ ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)، أخرجه البخاري.
فعليك أن تحسني لخالك وزوجته كلما التقيت بهم ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، ولو بالسلام عليهم.
ولكن اجعلي صلتك بهم قليلة، في حدودها الدنيا، توقيا لأذاهم، وادعي لهم بالصلاح.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.