2007-11-04 • فتوى رقم 23788
السلام عليكم
استفسارا عن الفتوى رقم23747 فوالدي كان مقصرا في حقنا ووالدتي تحملت الأمرين لأجلنا، وعند وصولنا سن المراهقة أي السن الحرجة خصوصا لنا نحن ٣ بنات باع حقه في البيت الذي كان يضمنا فتشردنا بكل ما للكلمة من معنى فنبذنا الجميع لم نجد أحدا بجانبنا لا عائلة الأم ولا الأب، المهم بعد معانات يطول سردها غادرنا المدينة التي كنا نسكن بها، فبحثت أمي عن عمل بثمن شبه منعدم، وأختي الكبرى المتزوجة عملت بإحدى المكاتب، المهم أن ربي أكبر وأحن من أي شيء أنعم علي بزوج صالح وأختي أيضا تزوجت، وذهبنا للإقامة بالخارج، المهم أن الله عوض كل شيء بخير، لكن والدي لم يتغير، فهو مستهتر وهو دائم الاعتماد علينا، بالرغم أنه لا يزال يستطيع العمل، وخصوصا أختي الكبرى فهي تتعامل كأنها هي والدنا، واليوم والدي أصبح يطلب ما ليس بالمستطاع كسيارة ونقود، مع العلم أننا نحن ٣ لا نعمل، وما يعطى لأهلنا هو بموافقت أزواجنا طبعا، المهم أنه عندما يطلب شيئا وتصده والدتي يغضب، ويقول لها بأنه له الفضل بما نحن فيه الآن، فلولا سوء تدبيره لما انتقلنا ولما أصبحنا على ما نحن عليه، فإذا شيخناالفاضل، هل ما قاله صحيح؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، ولذلك فإنني أنصحك بأن تحسني لأبيك قدر إمكانك وتحاولي بره بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بك ضرراً، و إلا كنت مسيئةً مثله أو أكثر منه، فإن بر الوالدينً واجب مهما كانت تقصيراتهم، قال تعالى في حق الأبوين:(وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).(العنكبوت:8)، ولك أن تعطيه من بيت زوجك بإذن زوجك فقط، ولا يجوز بغير إذنه، وتعتذري (وكذلك أمك) عما لا تستطيعون فعله ولا تكلفون فوق ذلك، مع العلم أن نفقة أبيك عليه لا على زوجته ولا على بناته.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.